لا أدري لما راودني مطلع قصيدة البردة لأحمد شوقي أمير الشعراء [ ريمٌ عَلى القاعِ بَينَ البانِ وَالعَلَمِ] والتي تعد من أطول وربما أجمل قصائد المدح النبوي، بدأها الشاعر بأبيات الغزل العذب الرقيق ثم أبيات تصف حالة الدنيا الغرورة والخداعة من ثم أسهب في مدح النبي محمد صلوات الله وسلامه عليه.

لا غرابة بأن تتهيج مشاعري كفلسطيني حين أقرر كتابة مقال عن الشام، أعني سورية، أعني قلب العروبة الجريح، ريم جميل أحل سفك دمي بالأشهر الحرم، نعم أبكي حال العروبة والعرب ليس يأساً ولكن لأشتدَّ بأساً، فالشام اليوم تمر في مخاض انتقالي بين مجهول ومعلوم في عالم مليء بالخداع والغرور، فأما المجهول فهو ما قد يحدث إذا ما نجح الفجار بإشعال حروب أهلية وفتن لا ينتج عنها غير الدم و التعصب والتطرف لا قدَّر الله، وأما المعلوم فهو نهوض في الوعي ومشاهدة الإلتفاف بين الحي والحي وبين الأصول والفروع والفيافي والنجوع والقرى والمدن والساحل والجبل وكل أبناء الوطن، حين تراهم يمسكون بزمام الأمور مستندين على خلفية حضارة وفكر وانفتاح على البناء لا الهدم، وهذا ما نرجوه ونرنوا إليه.

لعَمَري تَعجبتُ مِن عِشقها كيفَ يَسكُنني
فِلسطينيُ القلبِ والهوى شامي
روحي بشامِ العزِّ تسكُنها
حتى تُرافٍقُها أزنادُ أزلامِ
اللهُ يا شامًا البأسُ اشتَدّ بِها
حُسامُها للنصرِّ مصنوعٌ بإتقانِ
أفيقي بنا يا شامُ هيا بنا
فالفوزُ دونَ الشامِ إغواؤُ شيطانِ
فَبِها الفوزُ وما كانَ إلا بِها
ودونَها لن يبقَ للعُربِ إسلامِ

صلاح الدين حلس