في ظلّ حالة من الترقب والحذر الشديد في الداخل السوري يقوم جيش الاحتلال “الإسرائيلي” بالتوغل البري داخل الأراضي السورية وقصف مطارات ومخازن أسلحة ومواقع عسكرية للجيش العربي السوري في عدد من المحافظات السورية، ويترافق هذا العدوان مع تصريح لرئيس أركان جيش الاحتلال “الإسرائيلي” هرتسي هاليفي قال فيه: إنّ الجولان الآن جبهة قتال.
وهذا يعني إعلان الحرب على سورية بهدف منع حدوث استقرار داخلي والعودة إلى المطامع “الإسرائيلية” التي لا يمكن أن تواجَه بالصمت بعد أن وصلت الأمور إلى حدّ الوقوف أمام خيارين الأول سوري والثاني أميركي “إسرائيلي” يهدف إلى تقسيم سورية والمنطقة عموماً.
ويستدعي الخيار الثاني المطروح العمل على تفعيل النضال السوري الفلسطيني المشترك تجاه تحرير فلسطين والجولان ومواجهة مشاريع تهويد القدس وتصفية القضية الفلسطينية، ولا يعني العمل بهذا الخيار التدخل بالشؤون الداخلية السورية بل إلى تحصين ودعم نضال الشعب الفلسطيني من أجل الحرية والعودة و الاستقلال.
ويأمل الفلسطينيون الذين لا يتمنّون لسورية وشعبها سوى المستقبل الزاهر والأمن، وأن تعود سورية سريعاً إلى دورها التاريخي الداعم والمساند للشعب الفلسطيني ومقاومته.
ويأمل الفلسطينيون الذين يقفون دائماً مع سورية ويحترمون ويقدّرون قرار الشعب السوري في اختيار شكل وطبيعة النظام السياسي المقبل أن يتمّ الإعلان الآن وبشكل واضح بأنّ ما حصل لا يعني تخلي سورية عن دورها المحوري تجاه القضية الفلسطينية، مع التأكيد بأنّ موقف الفلسطينيين من الحكم الجديد في سورية سيكون تبعاً للموقف من القضية الفلسطينية والمقاومة.
يُذكر بأنّ سورية كانت من أهمّ الدول المحاذية لفلسطين التي لجأ إليها أبناء الشعب الفلسطيني بعد نكبة العام 1948 وتهجيرهم قسراً من مدنهم وقراهم.
ويتجاوز عدد اللاجئين الفلسطينيين في سورية النصف مليون نسمة يتوزعون على ستة محافظات ويعيشون في تسعة مخيمات رسمية معترف بها من قبل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” إضافة إلى ثلاثة مخيمات غير رسمية من بينها مخيم اليرموك.
ويحظى اللاجئون الفلسطينيون في سورية بموجب القرار رقم 260 الصادر عام 1956 والذي يستثنيهم من قوانين الأجانب المقيمين في سورية، بالعديد من الحقوق المدنية من حيث التعليم والتجارة والوظيفة العامة، ويعامل اللاجئ الفلسطيني في سورية معاملة المواطن السوري على صعيد الحقوق الاجتماعية كافة.
ويعيش اللاجئون الفلسطينيون في سورية اليوم حالة من القلق والخوف بسبب الأوضاع الأمنية الراهنة والغير مستقرة، ولكنهم يأملون بأن يساهم التغيير الحاصل في سورية في تحسين أوضاعهم وفتح آفاق جديدة أمامهم في مسيرة النضال من أجل العودة إلى ديارهم في فلسطين، وهذه الآفاق سوف تحدّد طبيعة العلاقة مع النظام الجديد الذي يجب أن تكون له بوصلة واضحة وثابتة تجاه فلسطين.
حمزة البشتاوي
المصدر:جريدة البناء