غزة، المدينة المحاصرة التي تئن تحت وطأة القصف والدمار، تسطر اليوم ملحمة كبرى في تاريخ الأمة. أكثر من 150 ألف شهيد وجريح، دماء سالت من أجل كلمة “لا” مدوية في وجه الطغيان. “لا” لإسرائيل التي تمارس أبشع أشكال العدوان، “لا” لأمريكا التي تساند الظلم بلا خجل، و”لا” للطائفية التي تمزق الأمة وتفرق صفوفها.
رغم المأساة والفاجعة، غزة لم تنكسر. لم تنتظر صلاح الدين لينفض غبار القبر ويأتي لنجدتها، بل أثبتت للعالم أن إرادة الشعوب أقوى من كل أسلحة الدمار. غزة، بكل جراحها، انتفضت قائلة: كفى استسلاما، كفى خضوعا، وكفى خيانة للقضية.
مصيبة غزة ليست في عدوها فقط، بل في صمت القريب، وتخاذل البعيد، وفي عالم أدار ظهره لها. لكنها، وبصمودها الأسطوري، حطمت أوهام القوة لدى المعتدين، وأكدت أن الطغاة مهما بلغ جبروتهم لا يمكنهم كسر إرادة شعب حر.
غزة اليوم ليست مجرد مدينة تحت الحصار، بل رمز للكرامة التي تأبى الانحناء، وصوت الحق الذي يصدح في وجه الباطل، لتقول للعالم أجمع: الحرية تؤخذ ولا تُمنح، والكرامة تُدفع ثمنها بالدماء.