بدأت تتضح معالم الحرب..
بغض النظر عن الاجتماع الذي سيعقد اليوم في قاعدة قطر الأمريكية، و الذي يضم روسيا و إيران و تركيا، على فكرة، الكل حاضر عملياً في هذا الاجتماع حتى و لو لم يحضروا بشكل مباشر…
على كل الأحوال، نحن سنستمع الى ما يطرح في هذا الاجتماع، و سنقرر ما الذي سنقبله و ما الذي لن نقبله، و ظنيأن أكثره لن نقبله…
تركيا تحضر الاجتماع كممثل عن الولايات المتحدة و الكيان الصهيوني، يحضرون و هم منتشون بما حققه الإرهابيون من إنجازات و احتلال مساحات من الأراضي خلال الفترة الماضية، و بالتالي سيحاولون فرض شروطهم و رفع سقف مطالبهم…

نعم، ما يحصل هو سياسات مرسومة، محكمة التخطيط و التنفيذ، و لكن نحن أيضاً أمام ردود أفعال فورية لا تقل عبقرية و قوة، ظني أن الاجتماع اليوم سيكون نتاجه دفتر شروط سيقدمه الأتراك نيابة عن الأمريكان و الصهاينة، للدولة السورية سينقله الإيرانيون إلى سورية…

قولاً واحداً سورية سترفض دفتر الشروط هذا، و ستقف إيران و روسيا إلى جانب الدولة السورية في الموقف الذي ستتخذه، سورية لن تتخذ قرار الرفض هذا بناء على القرار السياسي المستقل فحسب، إنما بناء على قرار قد اتخذه المحور ككل بالحسم العسكري أمام الإرهابيين على طول الأراضي السورية….

معالم الميدان العسكري بدأت ترتسم بوضوح، القدرات العسكرية للإرهابيين عدداً و عدةً، لا تكفي أو لم تعد كافية لتحقيق الغاية من الحملة العسكرية التي شنوها، معركة ريف حماة الشمالي كانت حاسمة في هذه المواجهة، كان هدف الإرهابيين من الاجتياح الذي نفذوه، أن يتجاوزوا حمص إلى الحدود اللبنانية السورية الشرقية، يقطعوا أوصال سورية، يفصلوا دمشق عن حمص، و حمص عن المنطقة الساحلية، و يفصلوا بين سورية و لبنان، تم إيقافهم عند حماة، و استعاد الجيش بعض المناطق التي فقدها أو فك الحصار عنها في ريف حماة الشمالي، والتي تشمل نقاطاً استراتيجية في السيطرة على ميدان المعركة….

الإرهابيون الآن ينتشرون على مساحات شاسعة، خطوط إمدادهم صارت طويلة جداً، و مكشوفة، لا يمكنهم كلهم أن يغادروا مواقعهم الحصينة في إدلب، حتى تواجدهم في المدن التي استولوا عليها محدود و عددهم قليل فيها، لأنهم يحتاجون كل عناصرهم على الجبهات، محاولات التسلل عبر طرق جانبية أو فتح جبهات جديدة قد تكون إعلامياً مؤثرة لبعض الوقت، و لكنها من الناحية العسكرية هي عمليات انتحارية، أضف إلى ذلك أن كل المناطق التي تقدموا فيها بسرعة، هي في الأساس بيئات حاضنة للإرهابيين، أقصد أرياف إدلب، ريف حلب الشرقي، بعض أرياف حماة، ريف حمص الشمالي، حتى مدينة حماة التي دخلوها و أخلاها الجيش كان بسبب وجود بيئة حاضنة من سكانها للإرهابيين لا بأس بها…

الجيش يحشد قواته، عددها يزداد يوماً بعد يوم، و قد ثبت خطوطه الدفاعية، الحلفاء بدأوا يدخلون المعركة بشكل فعلي، من حيث العنصر البشري و الخبرات و العتاد كماً و نوعاً…

نعتقد انه ستحصل معركة كبيرة بعيد هذا الاجتماع، هدفا الطرفين في هذه المعركة مختلفان كلياً،، الإرهابيون يريدون تحقيق مكاسب على الأرض تترجم لصالح مشغليهم سياسياً، أما الجيش فغايته من المواجهة القادمة كسر شوكة الإرهابيين و القضاء على القدرات العسكرية لهم بشرياً و عتاداً…

المعركة القادمة ستكون معركة كبرى و حاسمة، و سنربحها، كل المؤشرات تدل على ذلك، و بعدها سيكون تدحرج الأمور سريعاً عبر هجوم معاكس للجيش و حلفائه، سيقطعون فيه المناطق بسرعة كبيرة و يحرروها وصولاً إلى الحدود…

أنا بالنسبة إلى تحرك العصابات الإرهابية قي درعا و السويداء فهو تحرك إشغال، ليس مؤثراً من الناحية العسكرية، و لأن الجيش يدرك ذلك قام بإعادة الانتشار في بعض مناطق المحافظين حتى يصير موقفه أقوى عسكرياً في التعامل مع هذه التحركات…

نعم، تنتظرنا أيام حاسمة و معركة حاسمة،و كما قلت أعلاه سنربحها إن شاء الله….

باسل علي الخطيب..سورية