قالو بأن غزة سجن كبير، نعم.. فقد أسرت كل العالم منذ السابع من أكتوبر، وجعلت من كان يمارس دور السجان إلى ملاحق بالمعنى الحرفي، نعم عزيزي القارئ فقد قررت محكمة الجنايات الدولية إصدار مذكرة إعتقال بحقهم، كما أعلنت دول عديدة أن نتنياهو وغالانت قد أدرجوا على لوائح الإعتقال بمجرد وصول أي منهما لأراضيهم على رأس هذه الدول دولة الإستعمار الأولى بريطانيا، هل قلبت غزة المعادلة فعلاً؟

نفسي نفسي.. تقول الأمم وتتهرب الدول من المسؤولية، فقد قام مسيح الشرق متمثلا في غزة وحوارييه كثر وفي ازدياد، نعم فقد ظنوا بأنهم قد صلبوه للمرة الثانية، ولكن هيهات، كيف يصلب ومعه محور يسابقه نحو الصليب، محور سطر صوراً فاقت الحكايا والأساطير بكم الإيثار والبذل والتضحية والفداء، يقاتلون ليدفعوا الأثمان بالنيابة عن بعضهم البعض، فما كان من جبابرة هذا الزمان إلا الإذعان، فإن أردتم أن تخرجوا من غزة فالمفتاح في لبنان، وإن أردتم الخروج من لبنان عليكم أن تخرجوا من غزة… أحجية عليكم حلها مع دمشق وطهران ثم الإنصياع لصنعاء وبغداد.. أنتم ومن يرفع يد الفيتو ظنًّا منه بأنه نمرود هذا الزمان.

قالها السيد الرئيس بشار الأسد خلال لقاء مع قناة روسيا اليوم قبل بضعة أشهر، سيجد هذا الغرب الأحمق نفسه هو المحاصر.

وقال الشاعر الفلسطيني محمود درويش:
لا الماءُ عندكَ،
لا الدواء ولا السماء
ولا الدماءُ ولا الشراعُ
ولا الأمامُ ولا الوراءُ
حاصِرْ حصَارَكَ… لا مفرُّ
فأنت الآن حرٌ وحرٌ وحر

صلاح الدين حلس