شام تناجي البدر في الليل البهيم بلهفة
والبدر ناجاها بما يحوي من السحر المبين
والليل يرخي ستاره
فإذا بشام مثل مشكاة الحياة
تنير درب التائهين
من محياها الذي يسري بروحي
إنما يسري بشريان الوتين
يبعث الذكرى بقلبي
يا لها من ذكريات راسخات في الجوى
قد أيقظت أوجاع روحي بين زيتون وتين
يا شام قد دجت الحياة
وأمطرتنا بالهموم وبالسموم
أولا ترين البدر مكتئباً محياه الحزين؟
أولا ترين الأرض قاحلة
وتشكو فعل من مروا بها عبر السنين؟
يا شام يا بنت الكرام تعددت آهاتنا
حتى خبت آمالنا
وتشعبت آلامنا
ما عاد يجدينا الأنين
ما عاد في سفر الحياة حكاية
إلا بها ألم تجدد أو بها دمع سخين
يا شام فاستمعي إلى صوتٍ يدوي
خلف جدران الحنين
ناداكِ في وجع يردد لحن أغنية رزين
يرثي الوفاء وأهله
قد مات مع من ماتوا في أرض البطولة فاتحين
يا شام يا صفصافة قد أينعت أوراقها
وتبسمت في كل حين
والعوسج البري حولكِ
والزهور أنيقة .. وكذا زهور الياسمين
حطت عليها كل أنواع العصافير الجميلة
والفراشات البهية
والمساء بشوقه يضني قلوب العاشقين
- شعر: عدنان عمر العوضات / الأردن