شهدت الأيام الأخيرة ارتقاءً نوعيا في عمليات المقاومة اللبنانية من خلال إدخال أهداف جديدة ضمن دائرة القصف الصاروخي والهجمات الجوية للمرة الأولى، إضافة إلى إدخال صواريخ جديدة أكثر تطورا من حيث المدى والقدرة التدميرية والدقة، والتي كبدت العدو خسائر كبيرة حيث نشرت صحيفة معاريف العبرية مقالا للكاتب آفي أشكينازي بعنوان “حزب الله أعدّ كميناً لقوة جولاني” قال فيه:
(( إن واقع الحرب مؤلم وصعب وفيه إخفاقات، والسؤال الذي يتطلب إجابة هو: ما هي الاستراتيجية القتالية في ساحتَي لبنان وغزة؟ من المهم طرح الأمور على الطاولة والمطالبة بتوضيح ماهية خطة القتال، هل ما يحدث هو نوع من زحف بطيء من دون تحديد الهدف؟ في حال عدم وجود تحديد واضح للأهداف، لن ننجح في إحداث تغيير في الواقع الاستراتيجي.))
ففي غزة تواصل المقاومة الفلسطينية مواجهة العدو في عدة مواقع وحافظت المقاومة اللبنانية على وتيرة تصاعدية لعدد العمليات التي نفذتها على مدى 15 يوماً، وفي ميدان الاشتباك البري حافظت أيضا على قاعدتين ثابتتين: التصدي لمحاولات التسلل وإفشالها، وإبقاء الاطباق الناري على التجمعات العسكرية وقوات العدو المنتشرة في أطراف بعض القرى اللبنانية أو خلف الحدود وداخل المستوطنات.
((رئيس شعبة العمليات السابق في جيش العدو الإسرائيلي اللواء يسرائيل زيف طالب بتوقيع اتفاق ينهي الحرب في لبنان لأن عدد الجرحى الذين يفقدهم “الجيش الإسرائيلي” كل شهر في القتال مثير للقلق، فأنا ذُهلت من حجم البيانات المتعلقة بانخفاض عدد الجنود في مختلف الوحدات إلى مستوى كفاءة مشكوك فيه))
إذا استمرار القتال في جنوب لبنان وقطاع غزة سوف يفرض عبئاً ثقيلاً على قوات الاحتياط في جيش العدو حتى عام 2025، وسيكون مصحوباً بعواقب وخيمة على الاقتصاد “الإسرائيلي”.
((المحلل العسكري في صحيفة هآرتس العبرية عاموس هرئيل قال: إن التهديد الذي تواجهه حكومة نتنياهو ينبع من قضيتين مختلفتين، القضية الأولى، هي العبء الثقيل جداً على جنود الاحتياط، والذي لا يُحتمل، أما القضية الثانية، فلها علاقة بالتعاطف الشعبي العميق مع مصير الأسرى الـ101، الذين يبدو أن نصفهم لم يعُد في قيد الحياة.. إن استمرار الحرب خاصة في غزة، يخدم البقاء السياسي لنتنياهو فقط، ولذلك من الصعب أن نعتقد أنها ستتوقف- إن حربا بلا نهاية تهدف بالفعل إلى خدمة أهداف نتنياهو الشخصية، أي تجنب المخاطر الثلاثة التي تهدد استمرار حكمه وهي تقريب موعد الانتخابات وتشكيل لجنة تحقيق حكومية في فشل 7 أكتوبر، وبدء الإدلاء بشهادته في محاكمته الجنائية.))
زخم الميدان من الصواريخ وأسراب المسيرات في لبنان فرض إيقاعا خاصا من الجهد العسكري للمقاومة في العمق الصهيوني ورسم خطاً بيانياً تصاعدياً للأيام المقبلة، حيث يظهر الرقم الكبير لعدد العمليات القدرة والحفاظ على مستوى تصاعدي من توافر واستخدام الزخم الناري، بحيث يكرر تأكيد حقيقة تم حسمها وهي أن القدرات العسكرية المتوافرة للمقاومة تسمح لها بتنويع خياراتها القتالية وانتقاء ما تريد في الزمان والمكان المناسبين، وهو ما سمح لها بالأرقام في زيادة وتيرة عمليات خيبر وإدخال صواريخ جديدة في الخدمة وقصف أهداف في عمق العدو للمرة الأولى.
وفي هذا الخصوص قال عضو الكنيست الصهيوني يائير غولان:
((إن التضحية بأبنائنا وبناتنا في المعركة، وإخواننا الذين يموتون في أنفاق حماس، كل هذا يحدث من أجل مصلحة نتنياهو وبقائه السياسي، ومن بين جميع جرائم نتنياهو، تلك التي نعرفها وتلك التي ربما لم نعرفها بعد، ففي نظري هذه هي الجريمة الأكثر خطورة.))أما القناة الثانية عشرة العبرية ذكرت في تقرير لها: ((أن “إسرائيل” في وضع مستحيل، فهي تدفع أثمانا كبيرة، ولا تتقدم إلى حيث يمكننا إعادة الأسرى وتطيل أمد الحرب، ويجب قول الحقيقة: إن الضغط العسكري الذي يجري في غزة الآن، لن يخلق أداة ضغط لتحرير الأسرى.))
ويوميا تباغت المقاومة في فلسطين ولبنان كيان العدو بموجة ضخمة جداً من العمليات النوعية والفاعلة والتي تبقي ملايين الصهاينة في الملاجئ، ليعيش المستوطنون في المنطقة الممتدة من الحدود حتى ضواحي تل أبيب الجنوبية أياما من الاستنفار والرعب.

האירוע אתמול התרחש במהלך התמרון של אוגדה 36 במרחב העומק של חיזבאללה בדרום לבנון. מהלך הלחימה הזה החל בתחילת השבוע. המטרה שלו היא כפולה – ראשית, לפגוע בתשתיות של חיזבאללה בדרום לבנון, לשלול ממנו את היכולות של שיגור טילים בדגש על הטילים בטווח הקצר והבינוני. המטרה הנוספת להגביר את הלחץ על חיזבאללה, אבל גם על ממשלת לבנון שמשחקת כרגע משחק כפול.
בימים האחרונים של תמרון העומק של אוגדה 36 נרשמו הישגים מרשימים, הושמדו משגרי טילים, חדר מבצעים, מחסני חימוש ועוד. המשימה של גדוד 51 הייתה כאמור חלק מהמבצע. הכוח נע לעבר מבנה. ההתקלות הראשונית היתה מטווח קצר. אחריה נפתחה אש של נ״ט ממארב של מחבלים על הכוח. הקרב נמשך זמן רב. חילוץ הנפגעים נמשך יותר משעה כאשר חלק מהפעילות בוצעה תחת אש כבדה.
לוחמי גולני פעלו בנחישות, ומנעו מחיזבאללה להשלים את התוכנית שלו. בסוף הקרב נמצאו גופות ארבעת המחבלים שחלקם חוסלו בקרב פנים אל פנים וחלקם חוסלו מחוץ למבנה.
בחטיבת גולני ובגדוד 51 נחושים להמשיך בלחימה. ששה משבעת הפצועים סירבו להתפנות לשטח ישראל לקבל טיפול והתעקשו להמשיך להילחם. בצה״ל סבורים כי ידרשו לפחות עוד כמה ימים כדי לשלוט ולטהר את השטח בו מתמרנת כעת אוגדה 36.
אבל השאלה שנדרשת עליה תשובה היא – מה האסטרטגיה של הלחימה בשתי החזיתות, בלבנון ובעזה? חשוב כבר כעת לשים את הדברים על השולחן ולברר מה תוכניות הלחימה. האם יש כאן סיפור של זחילה איטית, מבלי להגדיר את הכיוון, את התכלית?
כאשר אין הגדרה מובהקת, אומנם אפשר להביא הישגים טקטיים מקומיים, אבל לא נצליח ליצור שינוי מציאות אסטרטגי. כדי ליצור כעת שינוי מצב ביטחוני חייבים להכין ולהציג את התוכנית המדינית, שבמרכזה הכנסת צבא לבנון לדרום המדינה והטלת האחריות על הנעשה בשטח על ממשלת לבנון באמצעות צבא לבנון בלבד.
במקביל, על ישראל להציג בגלוי את האלטרנטיבה הצבאית. כאשר זה יקרה סביר להניח כי ישראל תגיע להסדרה מול ממשלת לבנון תוך גיבוי של הקהילה הבינלאומית. עד אז, מומלץ כי צה״ל יגביר את הפעילות במרחב תוך הכנסת אוגדות נוספות לצד 36. ריכוז העוצמה הצבאית יקצר את זמן הלחימה.

ترجمة و تعليق

بلال معروف-سورية