قبل بضعة أسابيع أعلن جيش العدو “الإسرائيلي” أن معظم أهداف ما أطلق عليها المناورة في لبنان قد تحققت، وأن البنية التحتية لحزب الله بالقرب من الحدود قد دُمرت، وتم جر جيش العدو إلى توسيع “المناورة” إلى الخط الثاني من القرى في جنوب لبنان، على بعد أكثر من 3 كيلومترات من الحدود اللبنانبة الفلسطينية، وهذا كلف العدو ثمنا باهظا، وفق ما اعترفت به وسائل إعلامه.
((صحيفة معاريف العبرية قالت إن “إسرائيل” تنجرف ببطء إلى حرب استنزاف لا نهاية لها في لبنان، والاعتراف بتحقيق الأهداف العسكرية سيتطلب من حكومة نتنياهو تحقيق الأهداف السياسية وهي إعادة الأسرى وخلق بديل لحماس في غزة، وتسوية في لبنان، وهذا لا يتناسب مع الأهداف الشخصية الشاملة لنتنياهو، الذي يفرض علينا المراوحة في المكان، لأن احتلال قرية أخرى في جنوب لبنان، لن يغير الصورة، وبعد تصريح مُحرج “للوزير يسرائيل كاتس”، من المهم التوضيح، أن “إسرائيل” لن تستطيع تدمير القوة العسكرية لحزب الله أو نزع أسلحته.))
ويتوقع مسؤولو كيان الاحتلال “الإسرائيلي” أن يعمل الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب على إنهاء الحرب في غزة ولبنان من دون الاهتمام بمصالح “إسرائيل”، من أجل إعادة الاستقرار إلى المنطقة وتقليل خطر الانجرار إلى الفوضى، خوفا على مصير الكيان، وفي هذا الخصوص تساءلت صحيفة جيروزاليم بوست العبرية: إلى أين تتجه “إسرائيل”؟
وقالت الصحيفة:
((إن ثمة شعورا غير مريح بأن “إسرائيل” تندفع بأقصى سرعة نحو حافة الهاوية، وأنها لا تعرف كيف تستخدم المكابح، وليست لديها خطة لما ستفعله بعد أن تتوقف، فهل لدى حكومة نتنياهو خطط لكيفية التعامل مع الضفة الغربية وغزة ولبنان بعد الحرب؟
وأوضحت الصحيفة أن الحرب التي أودت بحياة مئات من أفضل شباب “إسرائيل” في غزة، لا تزال مستمرة رغم صعوبة فهم الغرض منها، علما أنه لا سبيل إلى القضاء على حماس، وأن 100 إسرائيلي ما زالوا أسرى هناك.))
وهنا نؤكد أن استمرار كيان الاحتلال في عدوانه على غزة ولبنان لن يحقق له شيئا، خاصة أن نسب الالتحاق بالخدمة في قوات الاحتياط لديه انخفضت إلى 25% مما يكفي لإثارة قلق قادة جيش العدو، والأمر الآخر هو مصير مئة أسير صهيوني قد تكلف عودتهم سقوط حكومة نتنياهو.
صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية قالت في هذه الخصوص:
((إن الحرب متعددة الساحات التي دخلت عامها الثاني تخمد ببطء، قبل وصولها إلى نهايتها، لكن المشكلة هي في الساحة اللبنانية، بسبب كثرة أعداد القتلى في صفوف “الجيش الإسرائيلي” ولا يوجد في قطاع غزة مخطط لإعادة الأسرى وإقامة حُكم مدني بدلاً من حماس، وفي جبهة الشمال يدفع جنود “الجيش الإسرائيلي” ثمناً باهظاً من أجل كسر دفاع حزب الله.))
ومن يسمع تصريحات نتنياهو يفهم أن القتال في غزة لن ينتهي قريبا، وعندما يقول أنه لن تكون هناك حماس في غزة، ينبغي أن يعلم قادة العدو أن الثمن في حياة جنودهم سيكون باهظا وفق ما اعترف به النائب السابق لقائد لواء جولاني العميد احتياط يوآلي أور بالقول:  ((إن الخسائر التي مُني بها لواء جولاني، هي الأكبر منذ تأسيسه عام 1948، ونصف القتلى هم من القادة، فلواء جولاني الذي دخل قطاع غزّة وبعدها إلى جنوب لبنان دفع ثمنا باهظاً جدا)).
לפני כמה שבועות הצהיר צה”ל באופן ברור כי רוב מטרות התמרון בלבנון הושגו וכי תשתיות חיזבאללה הסמוכות לגבול הושמדו. השבוע נגרר הצבא להרחבת התמרון אל קו הכפרים השני וזה כבר עולה לנו במחיר כבד
אסטרטגית, צה”ל השיג כמעט את כל מטרות המלחמה, חלקן מעל ומעבר למצופה, אבל ההכרה בהשגת המטרות הצבאיות תדרוש מהדרג המדיני להשיג את המטרות המדיניות: הצלת החטופים, יצירת אלטרנטיבה לשלטון חמאס בעזה והסדרה בלבנון. כל אלה אינם משתלבים עם מטרות־העל האישיות של ראש הממשלה בנימין נתניהו, והוא גוזר עלינו המשך דשדוש ודימום מתמיד. צה”ל החבול והמאוים יותר מבית מאשר מחוץ, מרכין גם הוא ראש ומקבל את רוע הגזרה.לפני כמה שבועות הצהיר צה”ל באופן ברור כי רוב מטרות התמרון בלבנון הושגו וכי תשתיות חיזבאללה הסמוכות לגבול הושמדו. השבוע נגרר הצבא להרחבת התמרון אל קו הכפרים השני, במרחק של יותר מ־3 ק”מ מהגבול, וזה כבר עולה לנו במחיר כבד. בקו הכפרים הראשון היו תשתיות של כוח רדואן לשהייה וליציאה למתקפה קרקעית על הגליל – אלה הושמדו. הנימוק להרחבת התמרון השבוע הוא שבקו הכפרים השני יש משגרי רקטות וטילי נ”ט שמאיימים על יישובי הצפון. אבל אחרי קו הכפרים השני יש גם קו שלישי ורביעי. גם מהבופור יש אפשרות לירות בכינון ישיר לעבר מטולה. האם זה אומר שנמשיך להתקדם ונכבוש גם את הבופור?

ترجمة و تعليق

بلال معروف-الجمهورية العربية السورية