تواصل المقاومة الفلسطينية منذ أكثر من 400 يوم، التصدي للقوات الصهيونية المتوغلة و استهداف مواقعها في عدة محاور من قطاع غزة و غلافها و ما هو أبعد ، و نتيجة عمليات المقاومة البطولية قُتل حتى اللحظة المئات من ضباط وجنود العدو و تمت إصابة عشرات الآلاف. بالإضافة إلى تدمير مئات الآليات كلياً أو جزئياً (حسب اعتراف العدو) و ما خفي أعظم .

لكن! حدث بالأمس أن طلَّ علينا مجرم حرب يدعى “بلينكن” وصرح قائلاً:(“إسرائيل” حققت الأهداف التي وضعتها للحرب وذلك وفقاً للمعايير التي وضعتها وهي وضع حد لقوة حماس).

و أضاف،( يجب وقف الحرب بعدما حققت إسرائيل الأهداف التي وضعتها وهي تقويض قدرة حماس وضمان عدم تكرار 7 أكتوبر من المجدي أن نرى ضغطاً على حماس لإنهاء ما بدأته.)
و عندما نسمع كلام كهذا ،يحق لنا أن نتساءل…

هل بلينكين يكذب ؟..هل أراد أن ينهي حياته السياسية بهذا التصريح الساذج -بعد صعود المجرم ترامب للبيت الأبيض_ظاناً أنه بهذا التصريح يضعف عزيمة المقاومة؟ ..هل هو مجرد تصريح للاستهلاك الشعبوي في مجتمع المستوطنين الصهيوني المغرر به؟..أو هل أراد أن يقدم تصريحه للتداول و التحليل و تقديم النظريات الإنهزامية في القنوات التابعة للكومبرادورات العربية العميلة.؟..لكن هل وافقه الرأي “جنود و ضباط ” الاحتلال الذين انتحروا بعد عودتهم من غزة قبل انتحارهم؟..هل ينوي “بلينكين” اعتزال السياسة و امتهان الفلسفة و يريد أن يكون بتصريحه هذا أثر فراشة في دعم الجبهة الداخلية المنهارة في الكيان ؟!..هل يمهد أن يخرج العدو  الذي مرغ أنفه بالتراب في السابع من أكتوبر بصورة المنتصر؟.. هل لو ألقينا نظرة على الإعلام التابع للعدو-الذي يعلن بشكل شبه يومي عن مقتل جنوده -ألا نجد أن ما يأتي به هذا الإعلام  معاكسٌ لهذا التصريح؟رغم أن ما يعلنه هذا الإعلام التابع للعدو هو جزء يسير من الخسائر الحقيقية في غزة..

جاء في تصريح هذا “البيلنكن” أنه تم إضعاف حماس أو تقويض قوتها ” و هذا غير صحيح ،حيث أننا عندما نلقي نظرة على ما يجري في الميدان، نجد أن المقاومة الفلسطينية، التي قوتها نابعة من إيمانها المطلق بالنصر لم و لن تتأثر ، ويومياً تبتلع رمالُ غزة جنودَ الاحتلال، رغم إجرام العدو الكولونيالي الذي لا يجيد إلا استهداف المدنيين ، و المدعوم من الإمبريالية الأمريكية الفرع الرئيسي للإرهاب في العالم.

و نجد هنا أن هذا “البلينكين” في هذا التصريح يستخدم مصطلح (حماس) و هو بذلك لا يقصد حركة المقاومة الاسلامية حماس فقط، بل هو يقصد باستخدام كلمة حماس  فصائل المقاومة الفلسطينية جميعها، متماشياً بذلك مع بروبوغندا الغرب الخبيثة، التي لا تريد إظهار أن هذا الشعب الفلسطيني متوحد متمثل بكافة تياراته الحزبية خلف المقاومة…

على أية حال..هذا الاحتلال الصهيوني لم يستطيع تقويض قوة حركة حماس العقل المدبر لأكبر ضربة وجهت للكيان منذ تأسيسه  ،و هي عملية السابع من أكتوبر ،و لم يقوض قوة أي فصيل فلسطيني مقاوم ، فنرى أن كل فصائل المقاومة الفلسطينية يومياً تنفذ عمليات بطولية، و لن يستطيع بالمستقبل القريب أو البعيد تقويض أو هزيمة المقاومة الفلسطينية ، ففصائل المقاومة ولدت من رحم الشعب الفلسطيني، و لم يذكر التاريخ يوماً أن شعباً مقاوماً قد هُزم..و كيف يستطيع العدو هزيمة أو حتى تقويض مقاومة مدعومة من لبنان و سورية و اليمن و العراق و إيران و أحرار العالم؟ و سياسة محور المقاومة واضحة و كأنها تقول :ممنوع هزيمة المقاومة الفلسطينية، إن كان أحد قُوِضت قوته في هذه المعركة ،فهو الاحتلال ، و هذا تم بشكل أبرز بفقده قوة الردع التي صدع رؤوسنا بها طوال عقود مرت.

و على صعيدٍ آخر عندما يكون شخص صهيوني عقائدي ، شريك في حرب الإبادة ك”بلينكين” و الذي بطبيعة الحال لا يعنيه أمر الشعب الفلسطيني ، يكون معني بوقف إطلاق النار ، فهذا يدلنا أن الاحتلال و داعميه في مأزق حقيقي ..عدا عن أن الإدارة الأمريكية عموماً لم تمارس أي وسيلة ضغط حقيقية على الكيان لوقف إطلاق النار  ، لإنها ترغب بإخراج العدو منتصراً و لن تستطيع.

و بالنظر أيضا لتصريح المدعو “بلينكن” يجب أن نطرح سؤالاً مهماً: هل هذه هي الأهداف التي أعلنها الاحتلال الصهيوني حقاً يا بلينكن ؟، ألم تكن أهداف هذا العدو القضاء على حماس حسب وصفه؟ ماذا عن الأسرى ؟ لماذا  يتردد مستوطنو غلاف غزة بالعودة لمنازلهم المقامة على أراضينا المحتلة؟ أين تلك التصريحات النارية التي أطلقها قادة “جيش” الاحتلال؟ نجد أنها تم حصرها في أن هدف الاحتلال(المدعوم أمريكياً و ناتاوياً) “تقويض قدرات حماس”؟!!!!….و بذلك نقول تصريحك هذا يا “بلينكن” هو:

..إعلان هزيمة..

أبو الأمير-القدس