يدخل العدوان الاسرائيلي على لبنان اليوم الخميس، يومه السادس والأربعين باستمرار التصدي البطولي لمحاولات تقدّم العدو عند الحدود اللبنانية الفلسطينية وكذلك عمليات استهداف مواقع وقواعد وانتشار جيش العدو ومستوطناته في شمال وعمق فلسطين المحتلة.
وفي محاولة للالتفاف على فشل الاحتلال المدوي لجهة عمليته البرية جنوباً، قال رئيس أركان جيش العدو هرتسي هاليفي إن على “الجيش الإعداد لاحتمال توسيع الحرب على لبنان”، وهو الذي لم يستطع حتى اللحظة السيطرة على قرية حدودية واحدة، فهل نجحت المرحلة الأولى يا هاليفي حتى تنطلق إلى مرحلة ثانية؟ أم أن الأخيرة تقتصر على ما يجيد جيشك فعله حقاً، نتيجة امتلاك عامل التفوق الجوي، وهو مزيد من الغارات وقتل المدنيين والتدمير جنوباً وبقاعاً إضافة إلى ضاحية بيروت الجنوبية، التي لم تجد غير تدمير أبنيتها ليل أمس وفجر اليوم، سبيلاً للانتقام من الضربات النوعية التي استهدفت احداها “مطار بن غوريون” في تل أبيب.
في الضاحية الجنوبية لبيروت، ، لغارات إسرائيلية عنيفة جداً. شملت الغارات منطقتي الحدث وحارة حريك، إضافة إلى تحويطة الغدير و الاوزاعي. و وصفت الغارات بالعنيفة جدا، حيث سمع صداها في أرجاء العاصمة بيروت، ومناطق جبل لبنان، وتسبب بحرائق كبيرة، في الأماكن التي طالتها، فضلاً عن دمار هائل.
و شهدت منطقة الأوزاعي حركة نزوح كبيرة بعد إنذارات إسرائيلية بضرورة إخلاء مواقع في تلك المنطقة. ومساء الأربعاء، شنّت طائرات الاحتلال سلسلة من الغارات العنيفة، تركزت بالقرب من حي الاميركان وبرج البراجنة وحارة حريك. كما استهدفت الغارات محيط ملعب الراية والليلكي والمعمورة.
جنوباً، استهدفت سلسلة من الغارات المعادية بلدات خربة سلم وقبريخا والجميجمة وديركيفا جنوبي لبنان. هذا وشنّ الطيران المعادي قرابة الثانية عشرة والنصف من بعد ظهر اليوم غارة جوية مستهدفاً حي النبعة في بلدة جبشيت. كما استهدفت غارة عنيفة المنطقة الواقعة بين المروانية وزفتا.
وفي قضاء صور، استهدفت غارة معادية بلدة معروب.
أما صباحاً، فقد استهدفت غارة جوية بلدة تبنين في قضاء بنت جبيل إضافة إلى مدينة بنت جبيل، وأغار العدو مستهدفاً ايضاً بلدة محرونة في قضاء صور، حيث استهدف ايضاً المنطقة الواقعة بالقرب من متوسطة ديرعامص. واستهدفت غارة معادية منزلاً عند أطراف بلدة رميش.
وتعرضت ساحة بلدة جباع في منطقة اقليم التفاح قرابة العاشرة والنصف من صباح اليوم لغارة جوية معادية.
إلى ذلك، فقد ادّى العدوان الجوي الذي تعرض له مثلث بير القنديل في مدينة النبطية الى تدمير مبنى مؤلف من 7 طبقات بشكل جزئي، وهو مبنى يضم محال تجارية ومؤسسات ومستودعات وعددًا كبيرًا من الشقق السكنية. كما حوّلت الغارة المنطقة الى ساحة حرب بفعل الأضرار الذي لحق بكل المباني فيها، وغطّت متفرعات الشوارع الأحجار والركام.
وتعمل فرق من بلدية النبطية وجمعية “بيت الطلبة” منذ الصباح الباكر على رفع الردم من الطريق وإعادة فتحها امام السيارات.
هذا وشيّع أهالي بلدة عين بعال ظهراً، 16 شهيداً من ابناء البلدة، سقطوا في الغارة المعادية على مبنى في بلدة برجا. وتوجه موكب الشهداء من صيدا باتجاه صور، بغية إقامة مراسم التشييع.
وفي سياق الاستمرار في استهداف المدنيين، حتى في المناطق التي تُسمى “آمنة”، استهدفت مسيّرة معادية، سيارة على طريق الأولي في صيدا قرب حاجز الجيش اللبناني، مما أدّى إلى ارتقاء ثلاثة شهداء وإصابة 3 آخرين بجروح، وفق الحصيلة التي أعلنت عنها وزارة الصحة اللبنانية. هذا وقد أفادت مصادر بإصابة اثنين من كتيبة اليونيفيل بجروح اثر استهداف السيارة على حاجز الأولي، تمّت معالجتهم ميدانياً فيما عمل الدفاع المدني على إطفاء الحريق الذي اندلع في السيارة المستهدفة.
سبق ذلك استهداف سيّارة صباحاً على طريق عاريا باتجاه الجمهور، مما أدّى إلى استشهاد مواطنة.
إلى ذلك، قامت قوات العدو بتفخيخ وتفجير “حي الكساير” و “ضهر العاصي” شرقي بلدة ميس الجبل.
من جهة ثانية، وبعد أن ادّى العدوان الذي تعرضت له منطقة معتقل انصار سابقاً بين بلدتي انصار والدوير الى تدمير مبنى، إذ تسببت الغارة باقفال الطريق بين البلدتين، عملت فرق الدفاع المدني في الهيئة الصحية الاسلامية من مركز انصار التطوعي على رفع الركام وفتحها.
وقامت جرافة صغيرة للدفاع المدني في الهيئة الصحية الاسلامية ايضاً بإعادة فتح الطريق المؤدية نحو منطقة أبو الأسود-صور.
بقاعاً، وبحسب “الوكالة الوطنية للإعلام”، فقد استشهدت مواطنة اثر غارة معادية على بلدة الحرفوش في بعلبك. وشنّ الاحتلال سلسلة غارات جوية استهدفت امس الاربعاء محافظتي بعلبك والبقاع اوقعتا خمسين شهيداً وعشرات الجرحى فيما يتواصل البحث عن مفقودين.
واستهدفت الغارات موقعاً بالقرب من قلعة بعلبك وهي أقرب ضربة قريبة للقلعة منذ بدء الغارات على المدينة.
واستهدف الطيران الإسرائيلي مبنى المنشية التراثي قرب قلعة بعلبك وهو المكان الذي يقع بين بستان الخان ومبنى المنشية. ولا تزال آثار بستان الخان موجودة تحت سطح الطريق، وهذا يتسبب في ضرر مباشر للآثار المحفوظة فيه.
بدوره، قال محافظ بعلبك بشير خضر عبر “إكس”، “غارة هي الأقرب على قلعة بعلبك منذ بداية العدوان، حيث سقط صاروخ داخل موقف السيارات التابع للقلعة، وأضرار كبيرة بحي المنشية الأثري، ولم يتم الكشف على القلعة بعد لمعرفة اذا ما كان هناك اضرار بداخلها”.
المصدر: المنار