في غرفة الأخبار… أنت تستنفر كجندي!
في أصعب أوقات الحرب على سورية.. طوال الليل والنهار.. كان الأمين يردد كلمة واحدة:
“طبعا جاهز… فورا”!
الحاضر على جبهة الشاشات في أي وقت.. كنا نعرف أنه بإمكاننا إيقاظه في أي وقت.. لأنه العميدُ الذي لم يخلع رتبه العسكرية من قلبه وعقيدته الوطنية عندما تقاعد!
عدوان.. تفجير.. استهداف.. شهداء بالعشرات.. دمشق تنهال عليها عشرات قذائف الهاون.. الرقة والفرقة السابعة عشر… عدوان… العدوان الخماسي… أمريكا تهدد دمشق…..!!!!
تحرير تدمر.. تحرير حمص.. حصار كويرس.. مامعنى فك الحصار.. تحرير حلب… الغوطة… مامعنى أن يتم تحرير درعا يا سيادة العميد…..؟!!!!
عشرات بل مئات الحوادث والذكريات
وهو:
“طبعا جاهز… فورا”
يضحكُ العميد في وجه حصارِ دمشق.. يقول من بيروت سوريا لن تنكسر..
يهزأ العميد من الموتِ الذي يحيقُ بالشام.. يقول يموتُ الموتُ ولا تموتُ الشام!!
علّمنا كيف يقول الميدان كلمته!!
عاش معنا الانتصار… ورحل في الطوفان!
سيادة العميد الحبيب.. المخلص الوفي.. يا من ربّتَ بيديه الحانيتين على أوجاعنا من بيروت إلى الشام
..
نم قريرا أيها الأب الحاني.. والأخ العَضد.. نم قريرا..
أو اعرج إلى هناك.. إلى سماء القدس.. عميداً في كنيستها شهيداً في أقصاها…!!
لن تنساك سورية أيها الوفي المنذور.. لن ننسى تلك الليالي والأيام التي كنا نُهرع لحادث جلل.. ونستصرخ في التلفزيون العربي السوري:
أمين حطيط!
لن ننسى أيها الأمين.
فاطمة جيرودية-دمشق