رحل في الأمس أحد أعمدة البيت العربي العميد الركن أمين حطيط بعد أن أدى دوره الوطني في مسيرة عمر ود المحبون لو طالت ولكن أمر الله كان مفعولا ولا راد لقضائه جل و على.
رحلت روحه التي جمعت وسعت لترسيخ أدبيات الفرسان والنبلاء في البلاد وبين كل العباد فكان ملهما للمثابرة ونيل المجد للوطن و محيطه، كيف لا وهو الذي جمع بين القيادة العسكرية من خلال تدرجه في رتبها وصولا لرتبة العميد الركن بعد أن توسع في علم العسكرية و إعداد القادة من بلجيكا وفرنسا وصولا للصين فحقق القول المأثور أن اطلبو العلم ولو كان في الصين، ثم تدرج في العلم الأكاديمي ودراسة القانون ليضع بصمته في أروقة الجامعات كدكتور في القانون اللبناني، ولم يدع رواقا حتى كان له أثر به فبرز في الإعلام وقاد مسيرة فكرية وسياسية و وحلل عسكريا فدعم الحق وقاتل لإحقاقه بالكلمة مخاطباً الألباب والعقول فنصر سوريا في محنتها ونصر لبنان في معاركه ولم يدع مظلمة في الجوار إلا وقد كان أمينا نصيرا لها فحق القول بأنه أمين ولكل امرئ من اسمه نصيب.
محطات الأمين كثيرة مطبوعة في ذاكرة الأحرار، كيف لا وهو أول من حقق في إنسحاب العدو الصهيوني عن الأرض اللبنانية في مطلع الألفية الثانية ثم برز نداً للمشروع الأمريكي الصهيوني في المنطقة بعشرية النار من خلال مقالاته في الصحف المحلية والعربية ومن خلال ظهوره الإعلامي ثم عاد كأحد فرسان الترسيم البحري في الإستحقاق الأخير لعهد العماد عون كتفا بكتف وتزامنا مع جهود المقاومة التي أحرزت الفارق وكسرت أنف المراوغ الصهيوني، ولا ننسى مواقفه الداعمة لقضية الأمة قضية فلسطين ومناصرته لها بكل ميدان وآخرها خلال المعركة القائمة على غزة من بعد السابع من أكتوبر
ولم ينكفئ عن أداء دوره الفعال فكانت تغريدته التي نشرها على منصة إكس قبل يومين فقط من رحيله أخر ما نشره “اذا لم يحصل نتنياهو على وعد والتزام بمشاركة أميركا عملانيا ولوجستيا في الحرب على لبنان تبقى الحرب مستبعدة وحتى اللحظة لا يبدو أن هذا حصل”.
بعدت شمس من شموس الشرفاء فصارت نجمة نراها تلألئ في سماء العز تزين سماء الأحرار العالية كعلو هاماتهم لتلتحق بموكب من النجمات الكثيرة التي ودعتنا وبقي أثرها في مرمى العين.
سلام لروحه وسلام عليه وإليه من كل حر يمسك بالراية من بعده ليكمل مسيرته.
وداعا أمين حطيط
صلاح الدين حلس_ 🇰🇼 الكويت