الفرق الإسرائيلية المحشودة على الحدود اللبنانية هي في حالةٍ استاتيكية ، بعد أن قامت بتقرّبٍ ٍ حذر نحو القرى الحدودية ، فتلقّت ضربات تشي بأن أي محاولة للتوغّل عميقًا في الأراضي اللبنانية ، ستكون له تداعيات كارثية على هذا الجيش القاتل ، فآثرت قيادته عدم الإقدام على التقدم الإيجابي ، والاكتفاء بالغارات على المناطق المدنية في صيدا وصور والقرى والمدن الأخرى المحاذية ، فذلك أقلّ كلفة وأكثر إيذاءً للبنان ، وكفى الله بني إسرائيل شرّ القتال … ولكن المقاومة بدأت بتكتيك الدفاع المرن ، بحيث توجه ضربات إلى تجمعات القوات الاسرائيلية ، ولا يكتفى بالركون الى انتظار الهجمات الاسرائيلية لصدّها وتكبيدها أكبر كمية من الخسائر … لن يمضي وقت طويل حتى يكتشف هذا العدو أن قتل المدنيين ليست له أية قيمة من الناحية العسكرية ، ولكنه سيفضي في اللامرئي واللاملموس من خبايا النفس البشرية الى مراكمة هائلة وغير مسبوقة من الشحنات الرافضة قطعًا للوجود المزري لهذا الكيان ، ومن ثمّ البناء المضاد لكينونته ، ومراكمة هذا البناء الحشدي نفسيًا حتى تتسنى الفرصة الموائمة كيما يصار الى الإزالة الدموية المطلقة لهذا الوجود الماسخ … هذه المراكمة في المساحة الديموغرافية للأمة ، ولنضع الأنظمة جانباً ، سوف تتفاقم وتغلي وتتراكم حتى تصل إلى النقطة الحرجة ، عندما تنداح الأمور نحو المقتلة التي لا رادّ لها … وتنطلق النفوس المشحونة من عقالها حتى منتهاها ، لتلغي بلا رحمة هذا الكيان الكريه في الشكل وفي المضمون ، وتتحقق الصورة المجازية النبوئية ، فينطق الشجر والحجر لدعوة المسلمين وغير المسلمين لإزالة هذه المسوخ بالقتل ، وليس بأي شيء آخر … مشهد دراماتيكي يلخص التقاء إرادة الحجر والشجر والبشر في التصميم على إزالة هذا الوجود الشاذ الكريه … لن تعدم هذه الجموع البشرية ، والتي وصلت الى منطقة ما بعد الإشباع ، كراهيةً وازدراءً ورفضاً لهذه الكينونة ، ستمزّقها حتى لكماً ولطماً وطعناً ودهساً وبصقاً إن تطلّب الامر … حتى إنهاءها .
سميح التايه