الحق حق وإن قل داعموه والباطل باطل مهما كثر مروجوه، فلا يصبح الحق باطل ولن يتحول الباطل إلى حق، نعم هي حقيقة على مدى التاريخ، وكثيرة هي الحقائق التي تم طمسها بفعل أهل الباطل ولكنها تعود كشمس حزيران طال الزمان أو قصر.

كما أن البشر ليسوا سواءاً في التعاطي مع الأحداث التي تصيبهم، فإن جاءهم معتدٍ تجد منهم من يقاوم الاعتداء ومنهم من يتكيف ويتعايش معه كأمرٍ واقع ومنهم أيضا من يدعم المعتدي ويظهرون بقوة كلما تفاقمت الأحداث.

ليس من المفاجئ أن نسمع أصوات الفئة الأخيرة الذليلة في حالة العدوان الهمجي المستمر على البشر والحجر في فلسطين ولبنان وسائر دول محور المقاومة، خاصة بعد أن مضى أكثر من عام على الطوفان المجيد، فكلما وقع ظلم على أهل الحق ترى تفاعلاً تملؤه الخسة والإنبطاح من هذه الفئة التي يوازي جرمها جهلها، وهي ليست مجرد حالات فردية بل ممولة من جهات ذات مرجعية انتهازية وبحوزتها ملاءة مادية، فتشعل الفتنة وتفتح الجروح وتضع زيت الكره على نار الجهل بين العامة، سعياً لطمس الحق في سبيل ترويج الباطل

فلا يؤلمنكم كرههم ولا يهزمنكم جهلهم، فهم ليسو إلا أصوات أنين عدوكم، فاطربوا لها وافرحوا حين تعلو وتصدح فهي أولى علامات بزوغ الفجر وطلوع الشمس تموز الحق التي سينقشع بشعاعها كل الظلم وسيزول المعتدين وأبواقهم والمتكسبين وسيبقى أهل الحق منتصرين فرحين.

نسأل الله أن يتقبل تضحيات أهل الحق ويتقبلهم في الشهداء، وأن يعوض ذويهم بالنصرة والظفر من أهل الباطل والمعتدين.

صلاح الدين حلس