ارتقى شعور أبناء البيئة المقاومة حتى وصل بهم الحال للاشتياق لشيء ما اعتاد العالم الاشتياق فيه إلا لرسالة عشق أو لملاقاة حبيب أو عزيز أو الجلوس مع الأهل والأحبة، كل ما سبق هو طبيعي وكلنا نتشاركه ولكن من بعد السابع من أكتوبر بات الأحرار يشتاقون لما هو أثمن وأعز، بيان يلقيه ملثم من أرض كنعان أو يصدر من أسود الرافدين أو على لسان فرسان اليمن أو صادر من رجال الله من الأرض العالية لبنان.

نترقب الحدث ونشاحذ الكمائن المحكمة ونهتف بملء صدورنا بتكبيرات النصر كل يوم وساعة، ولكن نشتاق رغم أن المقاومين لم يحرموا قلوبنا من الشفاء ولم يبخلوا علينا في أي لحظة بمشهد أو خبر انتصار، ولكننا نشتاق، متى يلقي سيادته خطاب أو نشاهد كلمة وإن كانت مسجلة أو يصلنا بيان مكتوب.

نعم نشتاق لأننا أحرار، فإن الذي لم يرتقي لهذا النوع من الاشتياق مسكين تعيس لا يعرف حب اللقاء.

صلاح الدين حلس – الكويت