قالت مصادر مقرّبة من قياديين في فصائل الجولاني، تتحدث عن اغتيال شخصية كبيرة في العاصمةو حسب قيادي سابق في “جبهة النصرة”:اغتيال شخصية مقربة من الجولاني بعبوة ناسفة مزروعة مسبقًا.

وأفادت وسائل إعلام تابعة لـ “قسد” الإنفصالية :اغتــيال أحمد زيدان مستشار الجولاني .وقالت وكالة أنباء هاوار التابعة لـ”قسد” :سُمعت أصوات رصاص كثيفة في العاصمة دمشق، وخاصة من المنطقة التي يوجد فيها القصر الرئاسي، وسط حديث عن استنفار شديد لم يتم التأكد من أسبابه بعد

وجاء بقراءة تحليلية في دلالات التطورات الأمنية الأخيرة في دمشق نقلا عن المرصد الوطني السوري لحقوق الإنسان:

تعكس الأنباء المتداولة عن وقوع انفجار في محيط القصر الرئاسي – حتى في ظل غياب تأكيد “رسمي” – مؤشراً بالغ الحساسية على طبيعة المرحلة الأمنـ.ـية التي تمر بها سوريا. فمجرد تداول مثل هذه الأخبار، بصرف النظر عن دقتها النهائية، يكشف عن هشاشة المشهد الأمنـ.ـي وتداخل خطوط التهديد في مركز الثقل السياسي للدولة.

من منظور استراتيجي، تأتي هذه التطورات في سياق تصاعد التناقضات داخل الفصائل المسلـ.ـحة، ولا سيما الخلافات المتزايدة بين مكونات “هيئة تحرير الشام”، والتي باتت تنتقل من مستوى الخلاف السياسي والتنظيمي إلى مستوى الاشتباك العسكري. هذا النوع من الصراعات الداخلية غالباً ما يؤدي إلى سلوكيات تصعيدية غير منضبطة، قد تشمل تنفيذ عمليات نوعية أو إرسال رسائل أمنية ذات طابع رمزي.

في الوقت ذاته، فإن الاحتكاكات الأخيرة بين قوات “قسد” وفصائل الجولاني تمثل عاملاً إضافياً في تعقيد البيئة الأمنية. فهذه المواجهات لا تندرج فقط في إطار صراع ميداني محدود، بل تعكس صراعاً أعمق حول الشرعية، السيطرة، وترتيبات ما بعد الصراع، وهو ما يفتح الباب أمام عمليات أمنية متبادلة أو تحركات غير مباشرة عبر وكلاء محليين.

استراتيجياً، يمكن تفسير ما يجري ضمن ثلاثة مستويات متداخلة:

1. مستوى الردع والرسائل:
حيث تسعى الأطراف المتنازعة إلى إظهار القدرة على الوصول إلى “مناطق حساسة” لإعادة رسم معادلات القوة النفسية والسياسية.

2. مستوى الفوضى المُدارة:
إذ إن تعدد اللاعبين واختلاف أجنداتهم يخلق بيئة تسمح بحدوث عمليات أمنية دون تبنٍ مباشر، ما يزيد من صعوبة الاحتواء.

3. مستوى اختبار “السلطة” المسيطرة على سوريا:
أي قياس قدرته على فرض السيطرة الأمنية وإدارة التهديدات المركبة في ظل ضغوط داخلية وخارجية.

بناءً على ذلك، فإن احتمالية تشديد الإجراءات الأمنية من قبل جميع الأطراف تبقى مرتفعة، سواء عبر انتشار عسكري أوسع، أو عبر عمليات استباقية، أو حتى من خلال إعادة ترتيب التحالفات الميدانية. غير أن الخطر الأكبر يتمثل في أن يؤدي منطق الفعل ورد الفعل إلى دوامة تصعيد تدريجي قد تتجاوز السيطرة التكتيكية، وتنعكس سلباً على الاستقرار النسبي في العاصمة.

ختاماً، تشير هذه التطورات إلى أن المشهد السوري لا يزال يعيش مرحلة عدم يقين استراتيجي، حيث تختلط الصراعات الداخلية بالتجاذبات الإقليمية، وتبقى أي حادثة أمنـ.ـية – مؤكدة كانت أم غير مؤكدة – قابلة للتحول إلى نقطة انعطاف إذا ما أسيء تقديرها أو إدارتها.