هذا النتنياهو مجرد واجهة لهذه المرحلة الصهيوإمبريالية!!
لا يستهويني كثيرًا الاستماع إلى التحليلات التي تقول إن ما يجري في المنطقة من مَضيِّ كيان الاحتلال قدمًا في التدمير والحروب والتوسع نتيجة نزعة خاصة لنتنياهو المتطرف، أو كونه “يحاول التهرب من القضايا التي تلاحقه من خلال إيجاد حالة الحرب التي يعيشها الكيان كوسيلة لذلك”، أو كون من يحكم الكيان أحزابًا صهيونية متطرفة.
رغم أن المحللين المتعمقين بالشأن الصهيوني والمتابعين لأدق تفاصيله، من الممكن أن يبنوا تحليلاتهم على قراءات منطقية، إلا أنهم يغفلون في معظم الأحيان أن الكيان الصهيوني هو في حقيقة الأمر فرع كولونيالي للصهيوإمبريالية العميقة، وليس مجرد قاتل متسلسل منفرد، بل هو جزء أصيل من هذه العصابة الصهيوإمبريالية، وهذه المرحلة تُقاد من إدارتها العميقة لأهميتها.
لن تجد الصهيوإمبريالية العميقة مجرمًا أفضل من العقائدي الصهيوني نتنياهو لتحمُّل دماء وقذارة هذه المرحلة التي يتطلب مخططها الشيطاني الآني ذلك، حيث يبدو أن أسياد هذه الصهيوإمبريالية يجدون أن هذه المرحلة تتطلب القضاء التام على مشروع المقاومة والممانعة العربي، والتوسع وضم أراضٍ جديدة للكيان الصهيوني، من خلال سفك الدماء والقتل استكمالًا لمرحلة قذرة، صار الكيان بها منبوذًا عالميًا.
بعد إتمام هذه الخطة المذكورة أعلاه، عندها سيستغني الكيان عن نتنياهو، ويختار وجهًا صهيونيًا “لطيفًا” يخدم المرحلة القادمة التي هي إعادة العلاقات مع دول العالم، وهذا لن يتم إلا بعد التوسع والقضاء على المقاومة، فهذه المستعمرة (الكولونيالية) وأسيادها يحق لهم الاستراحة بعد هذه الجولة المليئة بدماء الأبرياء للتخطيط لمؤامرة تستهدف شعوبًا ودولًا جديدة.
هل ستنجح خطة العدو؟ هل سيستطيع العدو ابتلاعنا؟ الإجابة: من الممكن أن يستطيع هذا العدو ابتلاعنا، لكنه لن يستطيع هضمنا، فالمقاومة لن تستسلم، والشعوب المسلحة بالوعي ستنتفض حممًا في وجه الصهيوني وأعوانه عندما تستفيق من المخطط الذي أغرقها بالاقتتال الطائفي ونظام التفاهة.
فإذا كان يجب علينا التسليم في ظل تكالب العالم المتواطئ الخاضع بأننا نعيش في المرحلة الصهيوإمبريالية، فهناك في شعوب منطقتنا شرفاء ومثقفون عضويون وأحرار يأبون أن يكونوا عبيدًا لهذه المرحلة.
شعوب منطقتنا رُسِم لها مخطط شيطانيٌّ محكم للقضاء عليها وابتلاع أوطانها، وهي لا تملك الآن إلا ثلاثة خيارات: إما المقاومة، أو المقاومة، أو المزيد من المقاومة.
أعلم أن الواقع صعب ومعقّد، وأن الصهيوإمبريالية تمتلك قوة عسكرية هائلة، وحبكت خطتها بطريقة يصعب حلّ رموزها، رغم ذلك سأختم باقتباس للقائد الأممي الرفيق تشي جيفارا ورد بإحدى رسائله لزوجته إليدا: «عزيزتي، تمسّكي بخيط العنكبوت ولا تستسلمي!»
أبو الأمير – القدس
