عن رهان واشنطن على استغلال دول آسيا الوسطى، كتب غيفورغ ميرزايان، في “فزغلياد” الروسية:
في السادس من نوفمبر/تشرين الثاني، التقى رئيس الولايات المتحدة لأول مرة، في آنٍ واحد، خمسة رؤساء دول من آسيا الوسطى. والآن، آسيا الوسطى لاعب مهم في الساحة العالمية. فهي موطنٌ لممرات تجارية برية تربط الصين بأوروبا، وتُشكّل مصدرا مهمّا للطاقة بالنسبة للصين. كما أن آسيا الوسطى تنطوي على إمكانات كبيرة لعدم الاستقرار، ما يُشكّل تهديدا خطيرا لروسيا والصين.
ولهذا السبب تحديداً، تعتزم واشنطن منافسة النفوذ الروسي والصيني هناك. ومع أن العديد من وسائل الإعلام الروسية والأجنبية حذّرت من أن الولايات المتحدة ستدفع قادة آسيا الوسطى نحو مغامرات جيوسياسية، ولكن، لم يحدث شيء من هذا القبيل.
ويعود ذلك، جزئيا، إلى أن قادتها طوروا منذ فترة طويلة غريزة قوية للحفاظ على الذات. فهم يدركون أنهم عالقون بين الصين وروسيا وإيران. وبالتالي، فإن أي محاولة للعب ضد مصالح هذه الدول الثلاث خدمةً لواشنطن البعيدة وغير الموثوقة قد تكون مكلفة. وقد استغلوا اجتماعات “5+1” نفسها، بالإضافة إلى الاتصالات الثنائية مع الولايات المتحدة، لتعزيز نفوذهم السياسي والسعي للحصول على تمويل أمريكي لمشاريع إنسانية.
ولكن قادة آسيا الوسطى لم يحصلوا على أي مكافآت مقابل موقفهم. فبدلاً من تلقي المال، أُجبروا على دفع ثمن استقبالهم في واشنطن.
يروّج ترامب، الآن، لنموذج سياسته الخارجية في آسيا الوسطى أيضا، وهو نموذج يتضمن الحصول على شروط استثمار تفضيلية من السلطات الإقليمية، والاستيلاء على الثروات الباطنية، وتعظيم سرعة نقل رأس المال والموارد مع الحد الأدنى من توطين الاستثمار في اقتصادات هذه البلدان. تماما كما يفعل، على سبيل المثال، مع أوكرانيا.
