رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي السابق يوآف جالانت لدى حضورهما فعالية في قاعدة عسكرية بإسرائيل يوم 31 أكتوبر تشرين الأول 2024. تصوير: أمير كوهين - رويترز



في خطوة غير معتادة، أقرّ موقع “إنتلي تايم” الإسرائيلي– وهو من أبرز المواقع المتخصصة في الشؤون الاستخباراتية– بأن الرواية التي قدمتها سلطات صنعاء بشأن شبكة التجسس الأخيرة، تبدو “مقنعة للغاية”. هذا التصريح المفاجئ من جهة إعلامية إسرائيلية متخصصة يفتح الباب واسعاً أمام قراءة معمقة لطبيعة الحرب الاستخباراتية الدائرة في اليمن، وأدوار الأجهزة الإقليمية والدولية فيها.
لم يكن من السهل على أي جهة إسرائيلية الاعتراف– ولو بصورة غير مباشرة– بوجود نشاط للموساد في منطقة معقدة مثل اليمن. فالإقرار بأن “الرسم التخطيطي الذي نشره الحوثيون لشبكة الجواسيس مقنع ومشابه لعرضنا الاستقصائي”، يحمل بين سطوره تأكيداً على أن ما نشرته صنعاء ليس مجرد دعاية سياسية، بل مبني على معطيات حقيقية ومعلومات دقيقة.
هذه الخطوة تمثل في جوهرها اعترافاً ضمنياً بقدرة الأجهزة الأمنية والاستخباراتية اليمنية على خوض حرب أمنية معقدة مع أطراف تمتلك تكنولوجيا واستخبارات متقدمة، وعلى رأسها الموساد الإسرائيلي، ووكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه)، والمخابرات السعودية.
وفق ما أعلنته صنعاء، فإن الشبكة التجسسية التي تم كشفها كانت تدار من “مركز عمليات مشترك” داخل الأراضي السعودية، بمشاركة ضباط من الموساد والمخابرات الأمريكية والسعودية، وهذا النموذج يعكس نمطاً متكرراً في العمل الاستخباراتي المشترك بين هذه الأطراف في المنطقة.
وتلخصت أهداف هذه الشبكة في ثلاثة محاور رئيسية: جمع المعلومات عن القدرات العسكرية والتقنية التي طورتها صنعاء، خصوصاً في مجالات الصواريخ والطائرات المسيّرة، واختراق البنية الاجتماعية والسياسية في المناطق الواقعة تحت سيطرة حكومة صنعاء، بالإضافة إلى تنفيذ عمليات تخريبية أو اغتيالات نوعية تستهدف قيادات أو منشآت استراتيجية.