اختتم المؤتمر القوميّ العربيّ مساء اليوم الأحد أعمال دورته الرابعة والثلاثين في العاصمة بيروت، بإجراء الانتخابات الداخليّة التي أسفرت عن اختيار القياديّ الفلسطينيّ البارز الدكتور ماهر الطاهر أمينًا عامًّا للمؤتمر لمدة ثلاث سنوات، خلفًا للشخصيّة الناصريّة المصريّة البارزة الأستاذ حمدين صباحي. كما أسفر التصويت عن انتخاب أمانة عامة جديدة تضمّ خمسةً وعشرين عضوًا من مختلف البلدان العربية، على أن تستكمل لاحقًا باختيار عشرة أعضاء إضافيّين.
واستمرت أعمال المؤتمر ثلاثة أيام متواصلة، حيث افتُتحت جلساته صباح الجمعة الماضي بالاستماع إلى كلمات ألقاها عدد من قادة المقاومة في فلسطين ولبنان واليمن، إلى جانب حضور شخصيات عربية ذات تاريخ نضالي وفكري بارز.

وشكّل التقرير السياسي الذي تمّت مناقشته أحد ركائز الدورة، إذ تناول أحدث التطورات على المستوييْن العربيّ والإقليميّ، كما تناول أربعة محاور رئيسيّة:
1. مستقبل الصراع العربيّ – الصهيونيّ في ظلّ عملية “طوفان الأقصى”.
2. قراءة في المشروع النهضويّ العربيّ وآفاق تجديده.
3. استعراض مواقف ومبادرات المؤتمر بين الدورتين.
4. مراجعة الوضع الماليّ للمؤتمر بناءً على تقريرٍ فنّيّ أعده خبير ماليّ قانونيّ.
وفي الجلسة الختامية، أقرّ المؤتمر وثائقَه الرسمية، وعلى رأسها “بيانٌ إلى الأمّة” و**“نداء بيروت لتطوير الحركة الشعبيّة العربيّة”**، اللذين حملا جملة من المواقف والرؤى الداعمة لمسار المقاومة، والوحدة العربية، والعمل الشعبي المنظم.
ومنذ تأسيسه قبل خمسةٍ وثلاثين عامًا، أثبت المؤتمر القوميّ العربيّ قدرته على لعب دور جامع بين تيارات فكرية وسياسية مختلفة، والحفاظ على وتيرة حوارٍ منتجٍ بين أعضائه، إلى جانب قدرته على إطلاق مبادرات فكرية وسياسية عبر نخبة واسعة من الشخصيات العربيّة.
كما شكّلت الشفافية الماليّة والاستقلالية السياسيّة والمواقف المبدئيّة سمات بارزة في تجربة المؤتمر، ما جعله قادرًا على الاستمرار رغم ما شهدته المنطقة من أزمات وزلازل سياسية، وعلى الرغم من حملات التشويه التي لم تتوقف منذ انطلاقته.
بهذا تُختَم الدورة الرابعة والثلاثون، مؤكّدةً استمرار المؤتمر القوميّ العربيّ في أداء دوره كمنبرٍ فكريّ وسياسيّ جامع، ورمزٍ لالتزامٍ عربيّ ثابت بقضايا الأمّة، وفي مقدّمها فلسطين.
