بيان عمدة الإذاعة في ذكرى وعد بلفور

أيها السوريون القوميون الاجتماعيون
نحن اليوم على أعتاب مرحلة فاصلة في تاريخ أمتنا الحديث تستهدف وجودها ومصير أجيالها، وتمعن في ضرب حضورها القومي والحضاري المتأصل.

هي المؤامرة المستمرة منذ مؤتمر “بال” الشهير عام 1897 وإعلان قيام الدولة اليهودية في فلسطين كمرحلة تمهيدية لبناء وطن مزعوم من النيل إلى الفرات على أنقاض وجودنا القومي، ليتبعه معاهدات سايكس -بيكو وسيفر ولوزان وسان ريمون وصولًا إلى وعد بلفور المشؤوم الذي شرّع بِلا -شرعيته ولا-حقوقيته قيام دولة بربرية عرقيّة توسعيّة مجرمة.

إن هذه المؤامرة المشؤومة قد تم تنفيذها في غفلة من وعينا القومي بينما ترزح بلادنا وشعبنا تحت وطأة التقسيم والحروب العرقية والإثنية والكيانية وتحت نير الأنظمة السياسية الرجعية البالية التي عملت لأن تبقي شعبنا بعيدًا عن التماس حقيقة قضاياه القومية.

واليوم نرى اليهود يستمرون بعد كل هذه السنوات بتحقيق أطماعهم الاستيطانية التوسعية في فلسطين وخارجها تمدّدًا في الشام ولبنان والأردن في ظل ردّات فعل تكاد تكون غير موجودة إلا بقلّة قليلة مؤمنة من أبناء شعبنا الذين اختاروا طريق الجهاد القومي الحقيقي.

أيها السوريون القوميون الاجتماعيون
إن هذا الوعد المشؤوم الذي سُطّرت حروفه في مثل هذا اليوم من عام 1917 أصبح، ومع الأسف، واقعًا يتواجد ويتمدد على تراب أمتنا وعلى حساب شعبنا وحقوقه وحياته ويقضي بالقوّة على بقيّة الأمل المعقود في نفوس الأحياء منّا وذلك بمؤازرة الدّول التي شهدت وباركت عليه منذ ذلك الوقت مباشرة أو مداورةً ومراوغة.

وعليه، فإن المسؤولية أصبحت اليوم مضاعفة ومُلقاة أكثر من أي وقت مضى على أكتاف العقائديين المؤمنين العارفين بخطورة اللحظة لتوحيد الجهود وتنظيم الصفوف وتحقيق مخطط عملي مواجه ينقض كل معاهدات السيطرة على بلادنا ويقطع كل يد تمتد اليوم إلى السلم الاستسلامي مهما عظمت التحديات.

إن أزمنة الصعاب والمحن تكون وحدها محكّ صدق العقائديين مع أفكارهم وشعوبهم.

عمدة الإذاعة
الأحد 2/11/2025