إرثُنا هو آثارُ شهدائنا.

حنان ملاطف عوضه

لكل أمةٍ إرثٌ وتراثٌ يتوارثونه جيلًا بعد جيل.
إرثٌ من البطولات، إرثٌ من الأحداث والحروب والوقائع، إرثٌ وتراثٌ من البناء والصناعة،
وإرثٌ وتاريخٌ لشخصياتٍ ورموزٍ خالدة.

شخصياتٌ خَلّدَت ورفعت من شأن أمتها وشعوبها وبلدانها.
هذه الشخصيات لأبطالٍ صنعوا العزّة والمجد لأمتهم وبلدانهم بما قدّموه من بطولاتٍ وتضحياتٍ ومواقف وأمجاد.
وقد سمعنا وقرأنا في كتب التاريخ عن الكثير منهم، وكانوا مصدر إلهام واقتداء لكثير من الأجيال اللاحقة.
لقد برز هؤلاء الأبطال من بين ملايين من أفراد شعوبهم.

نصحوا، وانطلقوا، وجاهدوا، وصنعوا، وقاتلوا، ودفعوا كيد وشر أعدائهم بكل بسالة،
رافضين الظلم والخنوع لكل طاغٍ وغازٍ لبلدانهم ودينهم ومعتقداتهم.
انطلقوا متوكلين على خالقهم، فكان الله معهم، وهذه هي حكمة الحياة.
وهذا حال شهدائنا الأبطال الأبرار في هذا العصر، وهذا الزمن الذي لم نشهد مثل أحداثه على مرّ التاريخ.

إنه زمن الجاهلية الكبرى والأخرى،
زمن التكنولوجيا والعصر الرقمي، والحروب الرقمية، والحروب الإعلامية، مثل حرب المصطلحات، والتضليل، والتعتيم الإعلامي، والحروب الناعمة.
وعلى إثرها، ضُلِّلت شعوبٌ بأكملها، فبُدِّدت ودُمِّرت دمارًا عسكريًا واقتصاديًا ودينيًا وأخلاقيًا.
وهنا فقط، وفي بلدانٍ عربيةٍ مؤمنةٍ قليلة، هي دول محور المقاومة، برزت نخبة من الأبطال، وثُلّةٌ قليلةٌ تصدّت لكل هذا الظلم والظلام.

ثُلّةٌ مؤمنةٌ مجاهدةٌ مجّدت تاريخ نبيّها الكريم، صلوات الله عليه وعلى آله،
من هم سفن النجاة لكل من خَلَد نهجهم، وسار على دربهم، واقتدى بحذوهم، متحدّين صعوبات وأهوال العالم الشيطاني.

أبطالٌ ومجاهدون تصدّوا لجميع أنواع الأسلحة البيولوجية، واللوجستية، والمخابراتية، والرقمية،
رافعين راية الحق ونصرة البلاد والعباد في وجه الطاغوت وأحزابه.

جاهدوا واستُشهدوا، وكل بيتٍ ارتقى منه شهيدٌ أصبح مَثَلًا في الفخر والعزّة، ومثّل لَبِنةً في جدار المجد والكرامة.

فالشهداء مثّلوا الحصن الواقي والحامي لكل أبناء أمتهم وأوطانهم وأسرهم من كيد الأعداء،
ودماء الشهداء الزكية مثّلت النهر الجاري الذي لا ينضب من الفخر والعزّة والكرامة لأسرهم،
ماحيةً كل آثار الحزن والفقد في قلوبهم على فراق أبنائهم الباذلين أرواحهم في سبيل إجابة داعي الله والجهاد في سبيله.

وشهداؤنا في اليمن المجيد هم إرثُنا وتاريخُنا الذي سنتوارثه جيلًا بعد جيل.
فمسيرة جهادهم وتضحياتهم وبطولاتهم هي الآثار المتجذّرة والخالدة التي ستمجّدها الأجيال في متاحف المستقبل وسطور التاريخ،
وستُحفَر في قلوبنا وذاكرتنا مجدًا وفخرًا ونصرًا وأنسابًا ومجتمعات.
فشهداؤنا العظماء، إرثٌ وتراثٌ وآثارٌ خالدة.

كاتبات وإعلاميات المسيرة