من تلّبس بالعقل ومن ارتدى عمامة الحكمة ومهما توارى مشايخ تحت مقولة «أنّ المرء لا يلقي بنفسه إلى التهلكة» تبقي هذه الأطياف عاجزة عن فهم أنّ الثورة الحقّ هي فقط من يستطيع إلغاء ثوابت ألفها البشر وعهدوها مثل طلوع الشمس من المشرق وتواريها غربًا، وبقاء الاحتلال جاثمًا على صدورنا.
الثورة في أيّ بلاد تعيد أوّل الأمر تحديد الفاصل بين المعقول وما هو غير معقول.
أوّل «انقلاب» يكمن في تجاوز عمق شعبي، يرى في الاحتلال أمرًا محتومًا إلى يوم الدين. يستند هذا القول إلى ما يدّعي جهابذة القوم أنّها «قراءة موضوعيّة»، تجعل من الخنوع «بطولة».
مثلما ما يجري في فلسطين راهنًا، حيث عبّرت «قيادات» عن اعتقادها أنّ «طوفان أقصى» يمثّل «حالة جنون» بأتمّ معنى الكلمة.
وجب الاعتراف بحقّ أيّ ثورة المراوحة ضمن المجال الذي يحدّد الحدود الفاصلة بين العقل والجنون.
كما قال بعض وأصرّ أنّ «الفتية المغامرين» الذي أقدموا على بعض التفجيرات على أرض الجزائر فجر فاتح نوفمبر، أنّهم أعجز من طرد فرنسا، ونجحوا في طردها، هناك في فلسطين من يرى أنّ «الفتية المغامرين»
نهايتهم الفشل الذريع، لكنّهم سينجحون، لأنّهم بكلّ بساطة «الوعد الحقّ»…
نصر الدين بن حديد