قانون الجذب… بين الوهم والإيمان
كثيرون يتحدثون عن “قانون الجذب”، لكن معظمهم يختزله في أشياء تافهة وصغيرة، كجذب الحبيب أو المال، حتى بدا وكأنه لعبة يمارسها المنجّمون وأصحاب الخرافات.
قد يبدو ما أكتبه غريبًا، لكن لي رؤية مختلفة وأعمق حول هذا القانون.
قال الإمام علي عليه السلام: «كل متوقّع آتٍ»،
أي إن توقعت النجاح، ستنجح، وإن توقعت النصر، ستنتصر.
وهنا يتضح أن الجذب الحقيقي ليس أمنياتٍ عابرة، بل هو إيمانٌ وسعيٌ وعمل.
نحن سعينا، وعملنا، وأعددنا ما استطعنا من قوة،
وغدًا شعارنا — يقينًا لا تمنّيًا — سننتصر.
فهذا هو الجذب بمعناه الإيماني، لا الوهمي،
إذ يرتبط بقول الله تعالى: «إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ».
هذه المرة تعمدت أن أبتعد عن التحليل البارد،
فربما هو مقالي الوجداني الأول،
أو لحظة شعور صادقة أردت أن أوثقها.
نعم، أنا أؤمن بقانون الجذب،
لكن لا بمعناه المادي الذي يلهث خلف المكاسب،
بل بمعناه الروحي العميق.
لتحقيق الأحلام أدواتٌ كثيرة،
لكن البداية الحقيقية هي أن نحلم.
اسأل طفلًا في غزة، أو في جنوب لبنان، أو في السودان المنسي،
عن حلمه،
ستسمع منه — رغم الجراح — أمنيةً بريئةً تنبض بالأمل.
هؤلاء الأطفال الذين يحلمون رغم الألم،
هم التجسيد الأصدق للإيمان،
هم الذين تربّوا على أن لا يعرفوا يومًا طعم الاستسلام.
ما دمتَ تحلم، ما دمتَ تقاوم،
فالحياة ستكتب كلماتها كما تمليها روحك،
وروحك ستكتبها كما تحب وترضى.
أوليس لنا ربٌّ قريب، سميع، مجيب؟
أوليس هو من قال: «أنا عند ظن عبدي بي»؟
فحاشا أن نظن به سوءًا… ولو لبرهة.
فاتنة علي-لبنان