قمة شرم الشيخ للسلام في الشرق الاوسط!
ميلاد عمر المزوغي
عديدة تلك القمم التي اقيمت حول القضية الفلسطينية او ما يعرف بالسلام في الشرق الاوسط,لم تكن هناك نتائج عن “الارض مقابل السلام”, كما ان اتفاق مدريد كان تقديم الضحية للجلاد, بينما تفاق اوسلو اعتبره البعض اتفاق بين فصيلين مسلحين (فتح والصهاينة), لم يحض بالدعم الاممي,ربما سمح لعرفات بان يطأ الارض المحتلة بعد ان ضاقت عليه الارض بما رحبت, حيث خذلان الاخوة العرب له, فأصبح مطاردا, حسنا دخل الارض المقدسة لكنه ظل رهين رام الله وغطرسة الاحتلال والتدخل بتحركاته الدولية, وفي النهاية خرج ولم يعد الا مكفنا بعلم فلسطين ليوارى التراب .
انتهج خليفته ابي مازن نفس المسار, فأصبحت السلطة تحمي العدو من كيد المقاومين ,لا باس فالثمن هي تلك الاموال التي تقدمها امريكا وغيرها للسلطة التي تنفها على مشاريعها الخاصة, بينما القرى الاستيطانية اخذة في التوسع وعلى مراى من السلطة في رام الله, أبي مازن منعه ترامب من حضور جلسات الامم المتحده الدورية لإلقاء كلمته حول فلسطين, فظل سجينا, لكنه لديه تلفاز يراقب عن كثب كلمات وفود الدول حول دولته التي فرّط في قيامها برفع غصن الزيتون, ورمي البندقية.
مؤتمر شرم الشيخ بمصر كان نتيجة حتمية للتظاهرات السلمية التي عمت كافة مناطق العالم بما فيها كبرى المدن الامريكية, وتحول الراي العام الشعبي والرسمي لمساندة الشعب الفلسطيني وادانته الشديدة للإبادة الجماعية التي ارتكبها الصهاينة وامريكا وبعض الدول الغربية, بل طالبت العديد من الدول بان يحال القادة الصهاينة ومن دعمهم الى محكمة الجنايات الدولية ومنهم ترامب, حيث رأى نواب وسياسيين وحقوقيين امريكيين انه لا يعقل ان تذهب الضرائب التي تفرض عليهم للصهاينة على هيئة اسلحة لارتكاب مثل هذه المجازر بحق اناس عزّل وتجويعهم ومحاولة إخراجهم من وطنهم ليعيشوا في الشتات كما حدث لفلسطينيي 48 .
دعي ترامب ليكون الراعي الرمسي للمؤتمر فهو من يوزع الكلمات على الحضور, بينما اصبح الرئيس المصري مجرد مضيف, أو بالأحرى صاحب المكان ربما غير مدفوع الاجر.
ومن خلال حديثه امام الكنيست الذي وصله قبل انعقاد مؤتمر شرم الشيخ ,يبين ترامب بانه ساهم مساهمة كبيرة في قوة الردع للعدو, وحصول الابادة والمجاعة بالقطاع. ورسالته الى العالم ،بان الولايات المتحدة، الدولة الأقوى في العالم، تقف وراء الصهاينة, وانها من اوقفت الحرب! ترى هل من الممكن اتخاذ حديث ترامب امام الكنيست على انه دليل قاطع على مساهمته في الحرب وجرائمها ومن ثم اتخاذ الاجراءات المناسبة وتقديمها الى المحكمة الدولية ومحاكمته على اساسها,فهو الى اخر لحظة كان لا يرغب في وقف القتال, لكن الراي العام اذهله.
الاتفاق ينص على وقف الحرب, وتبادل الاسرى, تشكيل إدارة فلسطينية انتقالية لإدارة شؤون القطاع, وإدخال المساعدات الانسانية, عديد الاسئلة تتبادر الى الذهن: هل الحرب على القطاع انتهت فعلا؟ وهل ستقوم الدولة الفلسطينية وفق قرار التقسيم؟ هل سيلتزم الصهاينة بمخرجات القمة رغم انهم لم يحضروها؟.وهل سيكون الحضور في مواجهة الصهاينة ان هم اخلّوا بالاتفاق اقله وقف التعامل معهم في كافة المجالات؟.