وما لزماننا عيب سوانا..

يمر العالم في مخاض ولادة فجر جديد ويعاد تنظيم الصفوف لتحول مأتم المظلوم عيد، نعم يا كل العالم اليوم وبعد كل مشاهد الغطرسة والوحشية والخطابات العنصرية الصادرة على لسان صناع الإبادة البشرية بلا تكلف لجعل الخطاب ذو حيلة إعلامية أو أي التزام بمنهجية او دبلوماسية، بطريقة تحدت كل من عنده قضية وبلا أي مراعاة لكل كل البشرية.

اجتمع أحرارٌ دون الإلتفات لمكاسب شخصية ورفعوا شعاراً ذو هوية “كلنا غزة كلنا فلسطين”، هي شبكة أممية إنطلقت لتعلي صوت الحق في زمان الهمجية، ليلتف حولها من كل فج أناس تصدح لا لن نسكت لن نكون مطيه، ساعون في وجه الإبادة البشرة، كلنا أبناء القضية.

نعم فقد عمت الإعتصامات في أكثر من مئة مدينة حول العالم في السادس عشر من أيلول سبتمبر الحالي، علت أصواتهم بلغات الأرض هاتفين بصوت واحد أوقفوا الأبادة البشرية، وصل صدى تلك الأصوات كأذان لتعلن من خلالها موعد صلاة فجر جديد، ولتثبت بأن العيب ليس في زماننا وإنما في الصمت، نعم صمتنا جعل من المجرم جباراً لا يأبه لشيء.

أثار حراك شبكة “كلنا غزة كلنا فلسطين” الصحف المحلية والعالمية وكأنه موقد نار أُوقد تحت قدر ماء جعل منه بخاراً يحرق من لامسه ليس لشدة في الماء وإنما بسبب نارٍ جعلت من وجوده واستمراره أمراً مقضياً.

نعم أنت تستطيع مواجهة الظلم، فكما فعلت الشبكة تستطيع أن تفعل، من خلالها او من خلال صورة أو مقطع مصور أو رفع لافتة على مقعد في منتزه كان أم أمام سفارة أو قنصلية..

الأمر لا يقتصر على عمر أو جنس أو منصب ولا على حالة إجتماعيه، هنالك من صور مقطعا ليوصل صوته في أميركا من داخل غرفته وهو جالس على مقعد متحرك، وهنالك مسن قام بالسفر لخمس ساعات هو وزوجته حتى يصلوا لساحة الإعتصام في اسكتلندا وليشاركان أحرار الشبكة الإضراب عن الطعام من أجل غزة.

لا تكن سببا في استمرار الجريمة فهي آتية لك إن بقيت في صمتك، وانضم لشبكة الأحرار “كلنا غزة كلنا فلسطين” واعتصم وأضرب عن الطعام ليوم واحد، يوم الثلاثاء القادم في الثالث والعشرون من شهر أيلول سبتمبر، في اليوم الذي ستعقد فيه الأمم المتحدة قمتها الموعودة لنقول لمن فيها بأن شرعيتها في وقوفها مع المظلوم وبأننا ها هنا قاعدون من أجل غزة وشعب غزة كلنا غزة كلنا فلسطين.

وأخيرا وليس آخراً سأشارككم أبياتاً قالها الشافعي قال فيها:
نَعيبُ زَمانَنا وَالعَيبُ فينا
وَما لِزَمانِنا عَيبٌ سِوانا
وَنَهجو ذا الزَمانِ بِغَيرِ ذَنبٍ
وَلَو نَطَقَ الزَمانُ لَنا هَجانا
وَلَيسَ الذِئبُ يَأكُلُ لَحمَ ذِئبٍ
وَيَأكُلُ بَعضُنا بَعضاً عَيانا