مشروع قرار وقف إطلاق النار: “تبا لكم” بلهجة سكان شيكاغو!
في الأمس انعقد مجلس الأمن الدولي للتصويت على مشروع قرار يدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة وضمان وصول المساعدات الإنسانية، لكن، ورغم هذه الدعوات، تعثّر المجلس في اعتماد القرار بعد أن لجأت الولايات المتحدة إلى استخدام حق النقض (الفيتو)، وأسقطت مشروع قرار وقف الحرب مقابل 14 صوتًا مؤيّدًا.
هل كان مصير هذا القرار مفاجئًا؟ هل صُدمت الـ14 دولة المؤيِّدة بمصير هذا القرار؟
طالما يوجد “فيتو” أمريكي سيكون مصير كافة القرارات التي تصب في صالح شعبنا — الذي يتعرض للإبادة — الموت قبل الولادة.
بررت الولايات المتحدة، من خلال ممثلتها في مجلس الأمن المدعوة “أورتاغوس”، أنها رفضت القرار كونه لا يدين حماس ولا يمنح “إسرائيل” حق “الدفاع” عن النفس.
لنفرض جدلاً أن كلام هذه الأورتاغوس صحيح؛ وجاء قرار يقضي بوقف إطلاق النار ويدين حماس ويمنح الكيان حقّ الدفاع عن النفس بحسب وصفها، هل كانت ستوافق الولايات المتحدة عليه؟
ودعونا نذهب لأبعد من ذلك، ونفرض جدلاً أيضًا أن الولايات المتحدة لم تستخدم “الفيتو” وتم اتخاذ قرار بوقف إطلاق النار، ما هي الآلية التي يملكها مجلس الأمن لتحقيق ذلك؟ هل سيحشد الأساطيل وينقضّ على الكيان لإجباره على ذلك؟ فالعديد من القرارات لا يلتزم بها الكيان منذ عقود وبقيت حبرًا على ورق.
ويحق لنا أن نسأل: هل أدّت الدول المؤيِّدة الـ١٤ مهمتها في هذه المسرحية الهزلية ذات النهاية المعروفة قبل أن تبدأ؟ بالتأكيد لا، فهذه الدول إذا كانت معنية فعلًا بوقف إطلاق النار فعليها على الأقل الضغط الفعلي على الولايات المتحدة التي تعاند قرار العالم، وبعكس ذلك تبقى مشاريع وقف إطلاق النار فقط من أجل رفع العتب وإرسال برقيات الثناء والتهنئة للدول المؤيِّدة، وأخذ الصور التذكارية والرقص على أنغام أغنية “Leve Palestina”…!
ما الذي سيهم الطفل في غزة الذي لا يعيش يومه بل يحاول أن ينجو منه فقط؟ إن صوتت على مشروع قرار وقف إطلاق النار 14 دولة أو 100 دولة أو مجرّة درب التبانة بأكملها طالما لا توجد هناك خطوات جدية ملموسة على الأرض، وطالما يقع قرار العالم أسيرَ هذا “الفيتو” الأمريكي.
مما تقدّم وما مررنا به خلال طوفان الأقصى، ثبتَ عجز العالم والأمم المتحدة في لجم إرهاب الولايات المتحدة والكيان الصهيوني، وأثبت المسار الدولي فشله في حماية شعب يتعرض للإبادة أو حتى في تأمين كوب ماء لطفل يعاني العطش.
وعليه، إذا كانت هناك دول تريد فعلاً إيقاف الإبادة التي يتعرض لها شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة، فليس أمامها سوى خيار واحد، ألا وهو: أن تقصف “تل أبيب” بصاروخ مدمر وتطلق عليه اسم “غضب أحرار العالم 14”. وبعكس ذلك سنخوض في نفس المتاهات ونعاود مشاهدة نفس المسرحيات الهزلية.
أبو الأمير-القدس