التمساح الأزرق… وجريمة أخرى تضاف إلى سجل الظالمين
في السابع عشر من أيلول 2024، أطلت يد الغدر مجدداً، حين انقضّ “التمساح الأزرق” على فريسته في مشهد دموي لا يُرى فيه سوى طابع الغدر. وقعت المجزرة، وانطفأت العيون، وبُترت الأطراف، ونزفت الجراح، لكن بقي السؤال الأهم:
هل انطفأت الإرادة؟ هل خفت الإيمان؟ هل انتهت العزيمة؟
الجواب واضح لكل من يرى: الإرادة لم تُكسر، بل اشتدت.
اعتقدت (إسرائيل) أنها حققت إنجازاً استخباراتياً عظيماً، لكن الحقيقة أنها ارتكبت جريمة جديدة تضاف إلى سجلها المظلم الحافل. منذ نشأتها وحتى اليوم، جلست على عرش الظالمين ورقصت على مسرح الجريمة بلا حياء ولا رادع.
بين 17 و18 أيلول، كان المشهد فاجعاً: أكثر من 12 شهيداً، وما يقارب 2800 جريح، بينهم نساء وأطفال. وكما العادة، صفقَت العواصم الداعمة، واحتفت الأبواق الموالية بما اعتبرته “إنجازاً”. أما إنسانياً وحقوقياً، فالحقيقة الصارخة أنها جريمة جماعية مكتملة الأركان.
غير أن الإنجاز الحقيقي لم يكن فيما ظنّه المحتل، بل في صمود المصابين وعائلاتهم. عادوا إلى أعمالهم، اندمجوا مع محيطهم من جديد، وحافظوا على عزيمتهم وإيمانهم بأن طريق الحق يستحق كل تضحية. قدّموا أجزاء من أجسادهم قرابين على درب الحرية، ليكونوا شهداء أحياء يمشون بيننا، يعلّموننا أن الهزيمة وهم، وأن النصر يُكتب بالصبر والثبات.
إنهم الدليل الحي الذي يقول:
لا تسامح… لا تصالح… لا نسيان ولا غفران.
سلامٌ منا إلى جراحكم، وسلامٌ على صبركم وصمودكم.
فاتنة علي-لبنان
