نقلت القناة “12” التابعة لإعلام العدو عن مسؤولين بمكتب نتنياهو لم تسمهم، أن الأخير اتخذ قرارا بالاحتلال الكامل لقطاع غزة، وتوسيع العمل العسكري بضوء أخضر أمريكي ضد حركة حماس، لمناطق يُعتقد أن الأسرى “الإسرائيليين” فيها.
يشار إلى أنه قبل دقائق قليلة من نشر التسريبات الصادرة عن مقربين من نتنياهو، والتي تضمنت دعوة صريحة لزامير إلى الاستقالة إذا كانت خطة الاحتلال الكامل للقطاع “لا تناسبه”، أعلن الجيش خطوة تُعتبر بمثابة رد عملي على اقتراح احتلال غزة.
حيث قرر جيش الاحتلال الصهيوني إلغاء أوامر تجنيد تُلزم الجنود بالاستمرار تلقائيا في خدمة الاحتياط لمدة أربعة أشهر بعد انتهاء الخدمة النظامية، على خلفية “الإنهاك” في صفوفه، وفق ما أفادت “هيئة البث” الرسمية.وفي 27 أبريل/ نيسان الماضي، قالت “يديعوت أحرونوت” إن الجيش الصهيوني بدأ إجبار جنوده النظاميين على البقاء في الخدمة لمدة 4 أشهر إضافية بعد انتهاء خدمتهم، وسط النقص بأعداد المقاتلين.
وقالت “يديعوت أحرونوت”: “قرار رئيس الأركان في هذه المرحلة لا يعبّر فقط عن انتهاء فعلي للحرب، وهو ما يعتقد كثيرون في الجيش الصهيوني أنه حدث بالفعل منذ العام الماضي، بل يُقلّص أيضًا بشكل إضافي حجم القوات النظامية التي يعتمد عليها الجيش في عمليته البرية الأخيرة في قطاع غزة، عربات جدعون.
وتجدر الإشارة أنه في 29 يوليو/ تموز الماضي، كشفت صحيفة “هآرتس” ، أن نتنياهو عرض على المجلس الوزاري المصغر “كابينيت” خطة “مصادقا عليها أمريكيا” لاحتلال أجزاء من قطاع غزة.وجاءت فكرة “احتلال غزة” عقب تصريحات مثيرة للجدل للرئيس الأمريكي دونالد ترامب قال فيها، إن “قرار التخلي “الإسرائيلي” عن غزة قبل عشرين عاما كان قرارا غير حكيم”، في إشارة إلى انسحاب رئيس وزراء الإحتلال السابق أرييل شارون من غزة عام 2005.
وحسب ما نقلته وسائل إعلام العدو فقد وصل الخلاف بين قادة جيش الاحتلال وبنيامين نتنياهو إلى “نقطة الغليان”، حيث نقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” ، عن مقربين من نتنياهو بشأن قراره “المضي قدما في احتلال كامل لقطاع غزة”، أن “القرار اتخذ وإن كان رئيس الأركان يعارضه فعليه الاستقالة”.
وشن يائير نجل بنيامين نتنياهو هجوما حادا على زامير رئيس الأركان الصهيوني وذلك في تعليق له على منشور للمعلق العسكري لصحيفة “يديعوت أحرونوت” يوسي يهوشوع، عبر منصة إكس، دعا فيها نتنياهو إلى الوقوف أمام الشعب وتوضيح التكاليف المتوقعة لاحتلال كامل قطاع غزة.وكتب يهوشوع: “إذا كان نتنياهو يرغب حقا في اتخاذ قرار دراماتيكي ومثير للجدل إلى هذا الحد لدى الجمهور الإسرائيلي، مثل احتلال مدينة غزة ومخيمات الوسط، فعليه أن يقف أمام الأمة ويوضح ما هي الأثمان المتوقعة من حيث حياة المختطفين والجنود الذين سيسقطون، وأن يُعلن تحمّله الكامل للمسؤولية، رغم معارضة الجيش”.
وردا على ذلك كتب نتنياهو الابن: “إذا كان الشخص الذي أملى عليك التغريدة هو من نعرفه جميعا (يقصد رئيس الأركان وفق “يديعوت أحرونوت”)، فهذا تمرد ومحاولة انقلاب عسكري تُشبه ما كانت عليه جمهورية الموز في أمريكا الوسطى في سبعينيات القرن الماضي. وهو إجرامي تماما”.