ترمب هو تجسيد دقيق للرأسمالي الإمبريالي المتأزم. وهو منسجم تماما مع نفسه البشعة. وهو يرى أن الجماعات البشرية مجرد حمولة زائدة إذا لم تكن تخدم استثماراته الرأسمالية. هكذا ينظر إلى أبناء غزة. فليبادوا ويجوعوا ويعطشوا ويهجروا. المهم هو موقع بلادهم السياحي ونفط أرضهم وغازها. وهو لا يعترف بالملكية الوطنية، أي ملكية شعب تاريخي لأرضه التاريخية. إنه لا يعترف إلا في الملكية الرأسمالية. فأرض غزة هي ليست ملك شعبها، وإنما هي ملك الرأسمال الاحتكاري القادر على تحويلها إلى منتجع سياحي مجاور لآبار الغاز والنفط. هذا هو الرأسمال في أوضح وأبشع صوره والتي كشف سرها كارل ماركس في كتاب الرأسمال.
د. هشام غصيب