أكد مستشار رئاسة الوزراء اليمنية حميد عنتر، أن العملية العسكرية النوعية التي نفذتها القوات المسلحة اليمنية مؤخرا عبر سلاح الجو المسير والقوة الصاروخية، التي استهدفت خمسة مواقع عسكرية وحيوية في عمق فلسطين المحتلة، تمثل تحولا استراتيجيا وتطورا نوعيا في قواعد الاشتباك مع كيان الاحتلال الإسرائيلي. وقال عنتر في مقابلة خاصة مع صحيفة “فلسطين”، إن الضربات التي شملت مطار اللد، هدفًا عسكريًا في يافا، ميناء أم الرشراش، مطار رامون، ومنشأة حيوية في أسدود، جاءت كرد عملي على العدوان المستمر على قطاع غزة، وعلى عجز المجتمع الدولي عن إيقاف آلة القتل الإسرائيلية. وشدد على أن اليمن، رغم الحصار المستمر منذ أكثر من عقد، دخل معادلة الردع في المنطقة من موقع قوة، “فالموقف اليمني تجاه القضية الفلسطينية ليس رد فعل مؤقتًا، بل موقف مبدئي واستراتيجي لا رجعة عنه”. وأكد المستشار اليمني، أن استهداف الاحتلال الإسرائيلي لفصائل المقاومة أو حتى للمدنيين في غزة لن يمر دون ثمن. توسيع بنك الأهداف وبخصوص مواصلة حرب الإبادة على غزة، أكد المستشار اليمني، أن هناك عمليات عسكرية نوعية وأشد ايلام على العدو، وسوف يتم توسيع خارطة بنك الأهداف ضد الاحتلال الصهيوني، واستهداف أهداف حيويه وإستراتيجية إذا استمر في حصار غزة وعدوانه على القطاع. وفي تعليقه على الرد الإسرائيلي الذي استهدف اليمن بهجمات جوية، أوضح أن ذلك لم يغير شيئا في موقف صنعاء الثابت، بل زاد من إصرار اليمنيين على مواصلة الدعم، “اليمن سيستمر في إسناد غزة حتى وقف العدوان ورفع الحصار بالكامل عن القطاع”. وأضاف، أن الشعب اليمني يرى في هذا الصراع صراعا وجوديا بين الحق والباطل، ولا يمكن أن يكون حياديا فيه. ويصف العدوان الإسرائيلي على اليمن بأنه امتداد لحرب عالمية غير معلنة استهدفت البلاد منذ عشر سنوات، شاركت فيها 17 دولة عربية و60 دولة أوروبية، بقيادة مباشرة من الولايات المتحدة و(إسرائيل). ويضيف: “اليمن صُبت عليه نصف مليون غارة جوية، استخدمت فيها كافة أنواع الأسلحة المحرمة دوليا، بما في ذلك القنابل العنقودية والنابالم والفسفور الأبيض والأسلحة البيولوجية والكيماوية، ومع ذلك صمدنا، وكسرنا الحصار، وخرجنا أقوى.” وأشار عنتر، إلى قدرة اليمن على امتصاص هذه الضربات والخروج منها بمعنويات عالية، لافتا إلى أن اليمنيين باتوا محصنين سياسيا ونفسيا وحتى تقنيا في مواجهة الحروب المركبة، سواء عسكرية أو إعلامية أو اقتصادية. ويؤكد أن هذا الصمود التاريخي أفرز قدرة عسكرية متقدمة، جعلت من اليمن لاعبًا فاعلا في الإقليم، لا يمكن تجاهله. أما عن تأثير العمليات اليمنية على الاحتلال، فيشير عنتر إلى أن الخنق الاقتصادي الذي فرضته القوات البحرية اليمنية في البحر الأحمر أدى إلى شلل شبه لاقتصاد دولة الاحتلال. وفي سياق نصرتها المستمرة لغزة، بدأت القوات المسلحة اليمنية عمليات عسكرية مباشرة ضد الاحتلال الإسرائيلي، بعد أسابيع من اندلاع حرب الإبادة على القطاع. وقد دشنت هذه العمليات بتوجيه صواريخ فرط صوتية وطائرات مسيرة نحو أهداف في كيان الاحتلال. وامتد نطاق العمليات اليمنية إلى الممرات البحرية الحيوية في البحر الأحمر وخليج عدن، حيث استهدفت السفن المرتبطة بالاحتلال الإسرائيلي أو تلك المتجهة إلى موانئه.
المصدر / فلسطين أون لاين