كليلة ودمنة الشرق الأوسط
“قصة الضفدع والعقرب”
وقف الضفدع على حافة النهر، وعلى مسافة آمنة يقف عقربٌ يريد أن يقطع النهر أيضًا. فاستوقف العقربُ الضفدعَ وقال له:
– انقلني معك إلى الضفة الأخرى.
فقال الضفدع:
– لكنك عقرب، واستخدامك للسمّ طبيعة غريزية. ستسري فيك الشهوة لأن تلدغني وتقتلني لتشعر بنشوتك التي اعتدتَ عليها.
رد العقرب، وقد كان يعرف أن الضفدع سيرفض:
– كلامك صحيح، ولكن ألا ترى أن لدينا مصلحةً مشتركة؟
فقال الضفدع:
– لكنك ستغدر بي حالما نصل، وتلدغني هناك.
قال العقرب:
– ما إن نصل هناك، إلا وستراني أسير مبتعدًا في سبيلي، بل لعلنا نصبح أصدقاءً يومًا ما.
وافق الضفدع، فقد أشفق على نفسه وضعفه، وأراد صديقًا قويًا يسند وجوده.
صعد العقرب على ظهر الضفدع، وفي منتصف الطريق شعر الضفدع بدوخة وتنميل في أطرافه. نظر خلفه، فرأى إبرة الهلاك تتمايل يمينًا ويسارًا، كأن العقرب في حالة سُكرٍ ونشوة.
فقال له الضفدع بصوتٍ مخدَّر:
– الآن سنموت معًا.
لم يستجب العقرب بكلمة، فقد كان منتشيًا.
غاصا إلى قاع النهر، واختفيا بين الطين، وماتا معًا.
قصة من التراث الغربي – بتصرّف
آدم السرطاوي – كندا