الخميني الكبير؛ تجلي المقدس في هيئة إنسان
في فجر قرن أعيته السِّنون، حين أخفت الشمس حياءً وجهها خلف الجدران،
والإنسان، بين مرايا الكذب الناعس، لم يعد يعرف ذاته، جاء؛
هادئًا، بلا ضجيج ولا قناع.
كحقيقةٍ ضائعة تعود فتعلو من بين عظام التاريخ.
الخميني الكبير، لم يكن بدايةً ولا نهاية؛
بل كان المسافة بين الجحود والإيمان.
هو من أعاد لكلمة “الرجل” معناها الحقيقي،
وأثبت أن “الوقوف” لا يزال ممكنًا حتى لو ارتجت الأرض وتبلدت السماء.
ميشيل فوكو، الفيلسوف الغربي ذو النزعة ما بعد الحداثية،
قال عن ثورته في دهشة خاصة: “في إيران حدث شيء لا اليسار يستطيع فهمه، ولا اليمين: سياسة تستلهم من المقدس”.
الخميني الكبير، لم يكن بيانًا.
بل كان حضورًا.
روحًا قلقةً دعت العالم، مرة أخرى، إلى جدّية الحقيقة.
لكن يا للأسف…
الآن وقد دُفِن الجيل الجديد بين الصور، والأصوات تُصفّى قبل أن تُسمع،
قلّما تجد أذنًا تسمع صداه.
قلّما تجد قلبًا يدرك:
هذا الرجل كان عظيمًا إلى حد أن “الثورة” بدت أمامه صغيرة،
وعميقًا إلى حد أن التاريخ ما زال عاجزًا عن إدراك كنهه.
الخميني الكبير، كان حدثًا لم يمُر؛ بل انطبع في طبقات الوجود.
لا كظل على حائط الماضي، بل كشمعةٍ على صدر المستقبل.
أمام عظمته،
كل كلمة قاصرة،
إلا هذه الكلمة:
“الخميني الكبير”
الصوت الذي نطق به الله من حنجرة التراب.
محمد جواد شامي