لقد أفلحت الصهيوإمبريالية في تحويل الإيمان الديني العفوي إلى خنجر دام مغروس في عقل المؤمن. لقد عبثت في التراث وأعادت ترتيب عناصره وتأويلها محولة إياه إلى خنجر دام يحفر حفرا في الوعي العمومي العربي. فبات هذا الوعي منفصلا تماما عن واقعه العياني وتناقضاته وإمكاناته وتشوهاته وكوارثه. فتراه يهلل لمن يخونه ويخون أرضه ووطنه ولمن يكرس احتلال الوطن ويتذلل لمحتلي هذا الوطن، متوهما أن ذلك سيجلب له لقمة العيش الذي حرمه الاحتلال الصهيوإمبريالي منها. فحول العداء من الخارج إلى الداخل وبات الآخر داخليا وليس خارجيا. وحول الوطن إلى فرق متناحرة تسوده فرقة ناجية تسعى إلى تطهير أرض الوطن من الفرق الأخرى المغضوب عليها لصالح المحتلين. أجل! إلى هذا الحد انحط الوعي العمومي العربي والثقافة العربية السائدة. فأدخل خازوق الصهيوعثماني في مؤخرة كل واحد منا. هل يرضيكم ذلك يا اتباع الفرقة الناجية؟

د. هشام غصيب