قال المفكر أنطونيو غرامشي ذات يوم :انني أؤمن كما كان يؤمن فريدريك هيبيل أن “الحياة هي التحزب”. لا يمكن أن يوجد بشر فقط، غرباء عن المدينة. إن من يعيش حقاً لا يمكنه إلا أن يكون مواطناً، يتخذ له حزباً. إن اللامبالاة هي إضطراب عقلي يؤدي إلى نقص في الإرادة وعجز عن إتخاذ القرار والمبادرة إلى الفعل، وإلى الطفيلية والجبن. وهذه ليست حياة. لهذا السبب أكره اللامبالين.

إن اللامبالاة هي الحمل الثقيل للتاريخ. إنها المقذوفة الرصاصية في وجه المبدع، إنها المادة الخاملة التي تغرق فيها الحماسة المتألقة، إنها المستنقع الذي يحيط بالمدينة القديمة ويحميها أكثر من أشد الجدران صلابةً، أكثر من صدور مقاتليها، ويبتلع في دوامته الطفيلية الرجال المقدامين ويهلكهم ويحبط من عزائمهم و يدفعهم أحياناً إلى التراجع عن مشروعهم البطولي.

(27 أبريل من عام 1937 ذكرى رحيل الفيلسوف والمفكّر الماركسي “أنطونيو غرامشي”)