أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، اليوم الخميس، أنّ نحو ألف طفل بُترت أطرافهم منذ بدء العدوان “الإسرائيلي” على القطاع في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وفي أحد غرف الأطفال في المستشفى الإندونيسي شمال قطاع غزة، يجلس الطفل أحمد الغلبان بعينين غائرتين، وجسد نحيل يوشك على الانهيار تحت وطأة الألم الجسدي والنفسي، فلا يزال أحمد يعيش كابوسًا مريرًا، صوته الخافت يحمل قصة مأساة أكبر من أن تحتويها الكلمات. في حرب إبادة لا ترحم، فقد أحمد ساقيه، لكنه فقد أيضًا جزءًا كبيرًا من روحه حين فُجعت نفسه بفقدان شقيقه التوأم، محمد، الذي كان معه في تلك اللحظات القاسية.
وخلال شهر مارس الماضي تعرضت منطقة الشيماء في بيت لاهيا لسلسلة من هجمات الاحتلال على منطقة سكن عائلة الغلبان، حيث كان أحمد وشقيقه في طريقهما لمأوى أكثر أمناً بعد إخلاء منزلهما عقب تحديد منطقتهم كمنطقة حمراء من قبل قوات الاحتلال.
يقول أحمد: “في تلك اللحظة، كنتُ أمسك يد أخي الذي لم يفارقني على الدوام، وكنا على متن عربة يجرها حصان ونحن نسير نحو منطقة أكثر أمانًا بعد القصف، حيث كنا نحمل بعض الأمتعة من المنزل”.
ويتابع: “أصبحنا في لحظة من العدم ضمن أهداف الاحتلال، حيث تفاجأت حين استيقاظي في المستشفى عقب غيابي عن الوعي ببتر ساقاي و بفقدان أخي وكذلك خالي وما عرفته حينها أن حياتي ستتغير إلى الأبد”.
وقالت الصحة بغزة، إنّ ما تركته الغارة لم يكن مجرد دماراً مادياً، بل فقدًا قاسيًا لأجزاء من جسده وأرواح أخرى، حيث تشابه قصة أحمد ومحمد، وإن اختلف أفرادها، قصة أكثر من 16 الف طفل قضوا شهداء و نحو ألف طفل بترت أطرافهم في حرب إبادة جماعية لا تزال حلقاتها مستمرة مع كل يوم تطول فيه هذه الحرب.