ليس بالضرورة أن نتفق، ولا حتى في الإختلاف تبرير، ولا أناقش في مقالتي هذه حكماً شرعيا ولا حتى إنتماءً سياسيا، وبعيداً عن وجهات النظر وعن الشخوص حتى.
ماهو العمل الذي يسقط بتغيير الشكل إخوتي؟ لو أن شخصاً مارس الظلم على نفسه أو على غيره من البشر ثم قام وخلع معطفه وارتدى غيره وحلَّق شعره وقلَّم أظافره.. هل يزول ظلمه بالضرورة بمجرد أن قام بذلك؟
في الظروف التي تمر بها الأقطار العربية والإبادة الجماعية التي يتعرض لها أبناء شعبنا في غزة.. هنالك من يخلع جلده ويعلقه على شماعة في إحدى أروقة الوطن العربي.. ليس بهدوء، ويحصد الكثير من التفاعل بين مؤيد ومعارض، دون الإكتراث للجلبة الحاصلة في العالم إزاء الحدث الأضخم والأساسي في غزة.
لا تكترثوا لأقنعة السياسة ولابسيها واهتموا بالواقع الذي إذا ما مرّ لن يُبقي ولن يَذر أيا منكم فإن وقعت الواقعة سترون بأن القادم أدهى و أمَر !! طالما أغمضتم أعينكم عن المشهد دون السعي والدفع لصده أو تغييره، فالخبث يقبع في كيانٍ زُرِعَ كي يكون دون أن تكونوا.
وكل ما يحدث في الأروقة ليس إلا قنابل دخان يطلقها من أُوكِلت لهم المهام، إعلموا أن المبادئ التي يتشدق بها الإعلام المنغمس في الإستحقاقات الغربية ليست إلا معاطف وحُجُب وقنابل دخان، فالخبر ما ترون لا ما تسمعون.
فإذا ما ربطنا ما نراه وقارناه بما رأيناه على مر عقود يصعب أن يقنع المتدبرين منا، ولكن بمجرد إطلاق أسماعنا للإعلام ولأصحاب المنابر والكلام سنجد بأن ما نراه منفصلاً عن ما قد رأيناه سابقاً، فبعد أن حِيكت روايةً وصُفصِفَت عبارات وشهادات، سيتحول الخبر تلقائيا إلى رواية سينمائية متقنة ومنطقية بل ومقنعة عند العامة غير المتدبرين.
لذلك أنصح كل عزيز بأن ينظر للخارطة من الأعلى وأن يبتعد عن التفاصيل وأن يتجرد من العواطف ومن ثم يدرس المشهد، وبعد أن علوت اسأل نفسك عن مركز الأحداث ومن أين تبدأ وإلى أين تتوسع، ومن ثم قم بالتقريب على أي حدث يقع حوله واكتب على الهامش (من الخاسر ومن المستفيد) ثم ارجع وانظر للمشهد مع مراعاة التاريخ القريب (عقداً أو عقدين على أقل تقدير) ستجد بأنك بتّ أقرب للحقيقة.
صلاح الدين حلس