الجولة الأولى: انهيار الكيان – الانتصار بالمفاجأة  
الجولة الثانية: انكشاف الشر – الانتصار بالحق  
الجولة الثالثة: المقاومة تنتصر وقادتها تستشهد – الانتصار بالنقاط والشهادة 
الجولة الرابعة: نزيف الغبي – الانتصار بالصمت  
الجولة الخامسة: ولادة العالم الجديد وسقوط الهيمنة – الانتصار بالبحار  
الجولة السادسة: تقلص الهيمنة الصهيونية – الانتصار بالسياسة  
الجولة السابعة: نهضة المليار – الانتصار بالربح 
الجولة الثامنة: الزحف والعبور – الانتصار بالهجوم والتحرير 

مرحبًا بكم في الجولة الرابعة من طوفان الأقصى. هنا تلتبس الرؤية، يتكاثف الضباب، ويعصف الشك باليقين. ستجد نفسك تتساءل: هل فقدت بوصلتك، أم أن العالم كله قد غاص في الجنون؟ خاصة إن كنت في صف المقاومة… أو لنقلها صراحة: على ضفة غزة. 

في هذه المرحلة، كل كلمة تُقال تبدو كهمس في مهب عاصفة. هنا، الصمت ليس خوفًا بل استراتيجية، لأن هذه الجولة ليست لك. الأولى كانت للتعليم والدرس في قلب الكيان. الثانية للعالم كي يواجه مراياه ويكتشف زيف شعاراته. الثالثة كانت فصلًا من النصر الممزوج بدماء الشهادة، تعزيزًا لليقين وثباتًا للخطى. أما الآن، في الجولة الرابعة، فإن الغبي الذي نزف حكمته سيبدأ بإدراك غبائه تدريجيًا، كمن يستيقظ متأخرًا على حقيقة قديمة. 

الصمت هنا حكمة مزدوجة.
أولًا: لأن المجادلة عبث، ومناقشة الغبي لا تُثمر. هو كمَن يلعب الشطرنج مع وطواط: يطيح بالقطع، يلطخ الرقعة، ثم يطير مدعيًا النصر. الغباء أخطر من الشرّ، لأن الشرَّ يحمل في داخله بذور هزيمته، كما قال بونهوفر. أما الغباء، فهو كالصخرة الصماء، لا يُثنيها منطق ولا يردعها حق. 

ثانيًا: لأن الغبي ليس عدوك الحقيقي. إنه أداة، دمية يحركها الشرير الذي يخشى المواجهة بنفسه. الغباء قوة عمياء، تطيح دون وعي أو إدراك، والشر هو سيد العرائس، ينسج خيوطها، مستمتعًا فوضاها. 

كيف يُهزم الغبي؟ بالانسحاب، بالتجاهل. دعه يسقط بنفسه، يتعثر في حباله، ويكشف خواءه. ففي هذه الجولة، صوتك ليس سلاحك. تجاهله تمامًا، و سيكمل طريقه نحو الهاوية بنفسه. 

هذه الجولة ليست لك، ولكنها لكسب الوقت، لترتيب الصفوف، وانتظار اللحظة التي يأتي فيها الانتصار، لا بالصراخ… بل بالصمت.

رندة سيكسيك-أستراليا