في الأيام الأخيرة شعر الكثير بأن المقاومة اللبنانية أصبحت في موقع دفاع بعد أن مارست الهجوم منذ اليوم التالي من الطوفان، فما حصل في قلب محور المقاومة أمرٌ جلل طوى صفحة معركة النقاط مع العدو الصهيوني وتحولت المعركة إلى معركة النفس الأطول.
تم قطع شريان المقاومة بقطع طريق الإمداد، ولكن هنالك بعدٌ آخر لسقوط دمشق، فدمشق تشكل عمقاً أمنيا وإستراتيجيا كبيرين للبنان وشعبها ومقاومتها، كانت دوما ملجأً وخط دفاعٍ خلفي وممول وداعم مادي ولوجستي واستشاري من الدرجة الأولى، نعم وصل الحزب لمراحل متقدمة جدا جدا من الإعتماد على النفس في كل الأمور وامتلك قاعدة تكتيكية – صناعية – تدريبية وتخطيطية كبيرة جداجعلته قادراً على العمل وحده منذ ما يقارب العقدين من الزمن، ولكن العدو التف وحاز على مناطق شاسعة من الأراضي السورية كإعلان لحصار طويل على حزب الله.
كثيرون ربما يرون بأن مسيرة المقاومة على المحك، رغم أن مثال غزة حي وفعال حتى يومنا هذا، نشأت مقاومة غزة تحت حصار مطبق ومرت بأزمات سياسية كبيرة وتعرضت لضربات كبيرة خسرت خلالها قادة من صفوفها الأولى خلال عقدين من الزمن وكان آخرها إستشهاد مصمم الطوفان وقائده الشهيد يحيى السنوار ولكن ما زلنا حتى الساعة نسمع إعلام الكيان يعلن عن حدث أمني ضخم أو كبير على أرض غزة، ورغم ضيق مساحة غزة ورغم جغرافيتها السهلية وسوء الأحوال المعيشية فهي مازالت تعطي و تبهر الصديق و تؤلم العدو، إذاً ما تمر به المقاومة اللبنانية ليس نهاية المطاف وإنما هي حالة المرور من عنق الزجاجة لرسم فجر جديد…
صلاح الدين حلس