ظنّ العدو ان مشاهدَ التفجيرات الهائلة للأحياء والمباني في قرى الحافة الأمامية مع تصويرها وبثها عبراعلامه في إطار الحرب النفسية ، ستكون عامل ردعٍ لأهل هذه البلدات ومحاولة تيئيسهم من العودة الى قراهم بالتزامن مع قرار وقف اطلاق النار
فسبق تنفيذ القرار بسحب قواته من معظم البلدات التي توغل اليها وحصر انتشاره على مقربة من الحدود وبقي مسيطرا بالنار على البلدات الحدودية بإستثناء ابقاء التواجد في الاحياء التي احتلها العدو في مدينة الخيام  وبعض الجيوب في القرى

صبيحة يوم تنفيذ قرار وقف اطلاق النار غصّ الجنوب اللبناني بالعائدين في صورة مهيبة جسدت عنوان الصمود والتشبث بالارض رغم سيل التضحيات في الانفس و الممتلكات المدمرة ، و كان من بين العائدين المئات من ابناء البلدات الحدودية الذين دخلوا الى بلدات تعتبر في حكم المحتلة بالنار على الأقل و تقع ضمن قائمة البلدات الحدودية الذي يحظِّر احد بنود الاتفاق دخولهم اليها الا بعد اندحار العدو و دخول الجيش اللبناني
ودفعت الحماسة وشوق الاهالي الى قراهم الحدودية للإقتراب من تواجد قوات العدو الذي عبّر عن خشيته ورعبه من تكرار مشهد العام 2000 فبدأ بإطلاق النار في الهواء ثم على الارجل ثم تطور عدوانه الى القصف المدفعي نتيجة الرعب من تدفق المواطنين ، في مقابل صراخ المستوطنين الذين يرفضون العودة و ينعتون الاتفاق بإنه اتفاق ذلّ و عار ، ولأجل محو صورة الضعف هذه بدأ جيش العدو بإعادة تموضعة داخل القرى و رفع سواتر وقطع طرقات في البلدات التي احتلها خلال المواجهات لقطع الطريق على العابرين نحو تجمع قواته ،
بإستثناء التحركات في مدينة #الخيام عندما استغل العدو هذه الأجواء وتمدد الى مناطق لم يستطع الدخول اليها خلال المواجهات ،

كلّ هذه الإجواء من تحركات واطلاق ونار وعملية تجريف داخل الاراضي اللبنانية المحتلة تجري من أجل وضع حد لتدفق العائدين قبل الانسحاب المحصور مدته ب 60 يوما ، وهي لن توثر على مسار تنفيذ بنود الاتفاق او عودة الأمور الى ما قبل وقف اطلاق النار ، لأن ما يحصل هو مجرد اثبات حضور للعدو وليس دافعا للعودة الى المواجهات ، رغم ذلك تتخذ المقاومة كافة الإجراءات الكفيلة بمنع التمادي في العدوان او الخروقات التي قد تحصل الى حين دخول الجيش اللبناني الى كافة قرى الحافة الامامية عند الحدود مع #فلسطين المحتلة،
وكل التهديد الذي يصدر عن ابواق العدو من خلال خرائط وتعداد قرى لا يتواجد فيها، ومنع العبور من شمال النهر الى جنوبه، هو مجرد حرب نفسية للتشويش على صور الانتصار الذي حققه شعب المقاومة بعودتهم المدوية الى مدنهم وقراهم .

المصدر:مراسل المنار علي شعيب