(الجزء الثاني)
تمهيد:
لا يُقرأُ خطابُ السيد الرئيس بشار الأسد في قمة الرياض.. بشكل أكثر وضوحاً.. إلا في ميدان المواجهة…!
في عمقه الاستراتيجي سورية؛ إلى هنا وصلَ حزبُ الله في مفاعيلِ جبهتِه العظيمة.
- “حلفُ الشيكل والدولار” تحت العقوبات:
- تكبّدت “إسرائيل” خسائر اقتصادية فادحة بسبب عمليات حزب الله التي أثرت بشكل كبير على النشاطات التجارية والصناعية في الشمال…
تلك صياغاتٌ عامةٌ بتنا نطالعُها كثيراً مصحوبة بعدَّادٍ من الأرقام بما تعدى حتى الآن مائة مليار دولار فقط مما تم التصريح به!!
ولكن المهمَّ هو، من يدفعُ فاتورةَ غباءِ “نتنياهو-الدولة العميقة”، إنه الحلفُ المعادي كلَّه..!
الأمريكي والغربي الذي قال عنه السيد الرئيس إنه شريكٌ في الحرب مع الكيان لا داعمٌ له فقط!
وحقُّ الشريك أن ينالَ حصَّته من الحصاد..
والمقاومة تماما كما وصفها السيد الرئيس “شرعيةٌ راقيةٌ”.. ربما بمعنى أنها تعطي كلَّ ذي حقٍّ حقّه.. وحقُّ الشريك الأمريكي -بالحفظ والصون-!
إذن.. مهمّ أكثر أن نعرف أن هذا الحلف قد خسر خلالَ عامٍ واحد ما يفوق أضعاف ما صرفَه على أي حربٍ من الحروبِ التي خاضها سابقا خلالَ ذاتِ المُدَّة.. مع فارق بسيطٍ جداً وهو أنَّ المصاريفَ المهولةَ كرمى لعيون تل أبيب كانت تبذيراً لا طائلَ منه إذ لم يتمكن مجلس حرب “تل أبيب واشنطن” من تحقيقِ أيٍّ من أهدافِه!
إذن فقد فرضَ حزبُ الله على خطته العسكرية أن تبدأ بخرقِ صحنِ القمارِ الأمريكي في المنطقة، وعلى اللاعب “الإسرائيلي” الغبي أن يكرَّ ويفرّ، بما يجعلُ الأمريكيَّ في كلِّ مرة يزوِّدُ لاعبَه بفاتورةِ الحرب أكثر..!
وفي الوقتِ الذي يلعبُ صهيونيُّ أنقرة دورَ الخلِّ الوفيِّ لشقيقِه الكيان فلا يقصِّرُ في الإمدادِ وفي الإسناد بل وفي أكثر من ذلك بكثير.. كانت مجموعة بريكس تستعدُّ لتلقٌّفِ الضوء الأخضر من حزب الله.. لفرضِ الحصار!!
فأي حصار؟
- حزب الله والبريكس.. قرارٌ بحصارٍ اقتصادي متعدِّدِ الأقطاب:
جميلةٌ عبارةُ “متعدِّد الأقطاب”، حيثُ تحلُّ يجنُّ جنونُ واشنطن وتستعرُ فيها عقدةُ العظمة!
ولكن.. ما علاقةُ البريكس بحزب الله.. وكيف تم اتخاذُ قرار العقوبات والحصار الاقتصادي على حلف العدو؟!
وهل تمَّ الإعلانُ عن ذلك؟!
باختصار.. لقد مهَّدَ حزبُ الله بعملياتِه وبالاشتراكِ مع المحور لتعطيشِ الكيان وحلفِه… هو اقتصاصٌ وفقَ فلسفةِ
“ردَّ الحجر”، وهذا الكيان وحلفُه يشربونَ النفط!
كلُّ نَفَسٍ في الحرب يحتاجُ وقوداً… وحتى نفهمَ إلى أيِّ حدٍّ وصلت أزمة الوقودُ عند “تل أبيب واشنطن” علينا أن نراجعَ مسارَ رحلاتِ الطيرانِ الذي هاجمَ إيران مؤخراً فيما سمي “الردَّ الإسرائيلي”، إذ تشيرُ كل التقارير أن طلعاتِ لطيران انطلقت من مطاراتٍ معينة في تل أبيب وسواها وما بقيَ منها على قيد الحياة حطَّ في مطاراتٍ دون “تل أبيب” لغايةِ التزودِ بالوقود..!
سياقاتٌ كثيرة قبل الهجومِ الصهيوأمريكي على إيران وبعدَه، كانت تعني ضوءاً أخضر لقمةِ بريكس كي تقرَّ العقوبةَ متعددةَ الأقطاب، وهي لا وقود لا غاز إلا بالعملةِ الروسيَّة!
وأمامَ هذا الواقع سارعت دولٌ أوربية عدة على كسرِ أنفِها المتغطرسِ للروبل.. فحرمانُها من الغاز والوقود في سبيلِ الحفاظِ على سلطةِ الدولار في العالم.. سيجعلُ الشتاءاتِ باردةً فوقَ ما تحتمل هذه القارةُ العجوز.. بردٌ يفهمُ الأوروبيُّ جيداً أنه بدأ ينخرُ عظامَه!
معروفٌ بدهياً أننا عندما نقولُ أوروبا فنعني ظلالَ أمريكا وتوابعَها.. وكلُّ من قرأ مشهدَ قمةَ بريكس مؤخراً لم يستطع إلا أن يربط كلَّ تفاصيلِها بنتائجِ الحربِ في منطقتنا العربية!
سيحتاجُ “حلفُ نتنياهو” المجرم إلى دائنينِ كثر ليدفعوا فواتيرِ “حربِ القيامة” التي تقومُ على رأسه، سواءٌ لشركاتِ تصنيعِ السلاح التي تعاني لم تعد تكفي لسدِّ الحاجة، أو لشركاتِ إرسالِ المرتزقةِ الذين يقاتلون مع الكيان، وسوى ذلك من كلِّ ما يضطرُّ هذا الحلفُ لسدادِه!
“سيجدُ العدوُ نفسَه لاحقاً بأنه هو المحاصر” هكذا قال الرئيسُ الأسد قبل شهور مضت في لقائه مع الصحفي الروسي!
مامضى الحديثُ عنه هو بعضُ خطَّةِ المقاومة التي قدَّمت أروع نموذجٍ فيها مقاومة لبنان الوطنية في المركز منذ بدء عمل الجبهة وتنفيذها الفخَّ الكبير تحت عنوان “جبهة إسناد” لغزة العظيمة قلب المقاومة وحبَّةُ روحِها وبوصلتها… وصولاً إلى وقوعِ العدو في فخِّ جغرافية الجنوب.. جنوب السماء!
ثم قال الرئيس الأسد:
“كيانٌ محتل… وقطعانُ مستوطنين”!
فما هو الآتي؟!
يُتبع…
رئيس التحرير
فاطمة جيرودية-دمشق
فيما يلي رابط الجزء الأول من “جاهزون للعبور..حول”