اليوم وبعد عشرة أشهر من العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، يواصل محورُ المقاومةِ معركته مع العدو الإسرائيلي بعيون مفتوحة، يرى الحاضر، ويرسم المستقبل، ويزن خطواته بميزان الذهب. وعلى الطرف الآخر يواصل العدو مفاجأة العالم بقصر نظره، وحماقة قراراته التي اعتاد وزنها على القبَّان منذ أيام العربدة الصهيونية التي مضت ولن تعود. ففي فصل جديد من الحماقات الإسرائيلية، شن الكيان عدواناً على ضاحية بيروت الجنوبية، خارقاً بذلك قواعد الاشتباك التي حكمت جبهة القتال مع لبنان.
العدو استبق عدوانه على بيروت باعتداءٍ على أهالي قرية مجدل شمس، محاولاً تحميل المقاومة اللبنانية مسؤولية جريمته التي راح ضحيتها عشرات الشهداء والجرحى، في مسرحية سيئة الإخراج والتنفيذ، اكتملت ملامحها بعد اعتدائه الهمجي على الضاحية الجنوبية لبيروت، فتكشّفت خيوط الجريمة الصهيونية المتصلة التي استهدفت شق الصف الوطني اللبناني، وكشْفَ ظهر المقاومة، وجرّها إلى صراع داخلي يُضعفها وينزع عنها شرعية إسناد غزة ومقاومتها.
فَشِل رهان العدو في جريمته الأولى في مجدل شمس التي رفضت استقبال قادته ووزرائه، وجاء موقف الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط – الذي رفض الرواية الإسرائيلية، وحمّل العدو مسؤولية الجريمة – ليقضي على مشروع الفتنة الصهيوني في مهده. وعوضاً عن التراجع وتصحيح روايته، اختار العدو الإمعان في كذبه، فذهب – حسب زعمه – للانتقام لدماء الأطفال الذي قتلهم كما قتل عشرات الآلاف من إخوانهم في قطاع غزة، مرتكباً جريمته الجديدة في حارة حريك التي راح ضحيتها أيضاً أطفال ونساء، فهبّت رياح الداخل اللبناني مرة أخرى على غير ما اشتهته سفن العدو، والتفّ لبنان الرسمي والشعبي حول مقاومته، وعَلت أصوات المؤيدين لحقّ المقاومة في لجم الكيان والرد على عدوانه السافر.
العدو الذي حاك مع حلفائه خيوط المؤامرة على لبنان واقتصاده خلال السنوات الماضية، متسبباً في أزمات اجتماعية واقتصادية خانقة وسّعت الشرخ بين مكونات الشعب اللبناني، عاد اليوم لينقُض غَزْله، رافعاً بحماقته الستار عن خططه التي تستهدف جميع اللبنانيين بمختلف انتماءاتهم الدينية والسياسية، فرتق بذلك ما فُتِق، وناداه من لبنان صوتُ بعيد: إن غداً لناظره قريب..
محمد إبراهيم-روسيا