……
سيَّدَنا إمامَ الدَّرب المنير… سماحةَ الحبِّ وقائدَ الحرب.. ويا محضَ نورِ الله العطير!
إننا مازلنا .. وسنبقى:
نلملمُ المسكَ من حوالي لحيتك الشريفة لنُعطّرَ به الطريقَ إلى القدس.. ونمسح بأكفِّنا وجوهَنا التي تُكاثرنا الدموعُ عليها فنتنشَّق مسكَكَ الشريف ونوقن أكثر أنك حاضرٌ أكثر وحيٌّ أكثر وأنك أنت فينا الإمامُ أكثر وأكثر وأكثر!
نسمعُ صوتَك لا عندَ الخامسةِ فقط ولا على شاشاتِ التلفزة فقط.. نسمعُ صوتَك يخرجُ من باطنَ الأرضِ ومن علياءِ السماءِ ومن كلِّ فجٍّ عميق.. يقول لنا دائماً:
كما وعدتكم بالنصر سابقاً أعدكم به الآن.. ومع صدى ضحكتك النورانية تطير صورةُ وجهك في فضاءاتِ غرفنا ومكاتبنا وأماكن عملنا ومقاومتنا ومواجهتنا في كل ساحة مع هذا العدو اللقيط والجبان!
نرجمُ كلَّ يومٍ عدوَّك وعدوَّنا وعدوَّ الله بجمراتِ كلامِك.. نسقِطُ فوقَ رأسِه أبابيلَ يقينِك وغضبِك وخُططك وما أعددته فينا من يقين.. ولم نبدل ولن نبدل وننتظر موعدَ اللقاء اليقين معك يا سماحةَ الأمين!
أميناً كنتَ فينا في الحضور.. وأميناً ستبقى فينا في الاستشهاد.. وسيسجل العالم أن قائداً هزمَ حلفاً من الطواغيت وهو شهيد!

إلى أبناءِ السيِّد في يومِ الأربعين:

يا أسيادَنا يا حبَّاتِ قلوبنا نحن الموقنونَ بالمقاومة… إنَّنا في كلِّ لوعةِ فقدٍ لسماحةِ اليقين نرى في جباهكمُ الطهور آياتِه وحُجَجَه وبراهينَه التي زرعها وأنبتها ورعاها في مسيرتِه النورانية على الأرض..
وفي كلِّ وقت تُكاثِرُنا فيه الدموع.. وينغرسُ سكينُ الفراقِ في ثنايا قلوبِنا حتى نوشِكُ أن ننزفَ أرواحنا أسى وحُزناً.. تُنقِذنا أصواتُ تلبيتكم عندما تصرخون “لبيك يا نصر الله”.. ويدهشنا أن صوتَه في حناجركم وصورتَه في وجوهكم وروحَه في أفئدتكم حتى نراكم ظلالَه بل توشكون تكونونَه يا خير البنين يا أيها الأوفياء الثابتون يا أبناء فاطمة وعلي والحسن والحسين وسيد اليقين!
أنتم رجالُ الله ورواسي أرضِه.. تثبِّتُ حقَّه وتنصرُ عبادَه وتذلُّ أعداءَه .. بل أنتم عمادُ سماواتِه ولكنا لا نراها ولم ندركها حتى رأيناكم تجسِّدون حقاً يقينَ اعتقادنا بالشهادة.. وتعلموننا كيف يُحالُ الفقدُ الأليم إلى ربِّ كريم زرع في أفئدتنا حبَّ سماحةِ اليقين حتى إذا غاب ربط الله على قلوبِكم بيديه الكريمتين وأنزل على قلوبكم السكينة، بأن أباكم إذا غاب فإن ربكم لا يغيب، وهو حسبكم ونعم الوكيل.. فارتبطت قلوبكم به خير الرباط واستوثقتم به مواعيدَ النورِ يُرفعُ إلى النور، ورابطتم على الثغور فأذلَّ الله بكم عدوه وعدونا.. وسجَّل لكم مواعيد اللقاءِ مع الأحبة فكنتم كما قال عنكم سيُّدنا وسيُّدكم أنتم السادة وأنتم القادة وتاج رؤوسنا أنتم بل تاجُ أمتنا أنتم وزينةُ أرضها وسماها.. فسلامُ الله عليكم يا أحبتنا ورحمة الله ونصر الله وبركاته..
وإننا يا حبِّاتِ قلوبنا نعاهدكم ونتعاهدُ وإياكم في مشهدِ أربعين سيد شهداء عصرنا وسيد شهداء قدسنا بأننا لن نبدل ولن نغير ولن نحيد ولن يزيدنا غياب السيد سوى يقيناً وتثبتاً بما زرعه فينا وبما علمنا وبما استودعنا .. وإننا -عهداً- كما كل أحرار العالم سنكون كلمتكم ومشهدكم وصورتكم ولن تنال منا صروف الحرب وأنتم فينا ثابتون.. ولن نحيد عن الدرب وأنتم يا أبناءَ السيِّد على الجبهات مرابطون.. وإنا نراه فيكم صورة وصوتاً ودرباً وعقيدةً ونصراً أكيداً عظيماً.. ونراهُ فيكم يعبرُ الجليل وما بعد بعد الجليل.. ونراه فيكم يدحرُ العدو ويؤمُّ الحجَّ إلى القدسِ قريباً.. ونراهُ فيكم إماماً يصلي فينا في القدس يقيناً.. ونراه فيكم كلَّ نصرٍ تحققونه يقول صادحاً بصوتِه النوراني:
ألم أقل لكم .. قطعاً سننتصر!
ونراه في إمامةِ الصلاةِ يباهي بكم كما باهى بكمُ الكونَ في تموز..
هؤلاءِ أبنائي فجئني بمثلهمُ……
ويقدّمكم بين يدي الله يقول له .. يا ربِّ هذه حسناتي إليك فتقبَّل منا خير القبول

يا سيَّد اليقين يا سماحة الأمين.. يا أبناءه يا خير البنين.. إنا على العهد باقون.. وبين يديكم حاضرون.. ليكون العبور.. ثم الصلاة.. ثم سننشر في قدسنا الرياحينَ والعطور
وقطعاً سننتصر!

أسرة تحرير موقع طوفان
رئيس التحرير
فاطمة جيرودية-دمشق