تهدد “إسرائيل” بتوجيه ضربة قاسية لإيران، فيما دعاها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى تدمير المنشآت النووية الإيرانية.
فما هي قدرة “إسرائيل” على فعل ذلك؟؟

تملك “إسرائيل” أحدث الطائرات الحربية الأميركية، منها 85 طائرة F-15A مقاتلة متعددة المهام، و 25 طائرة F15A ضاربة نوع “راعام”، و 175 طائرة F-16 متعددة المهام، و 36 طائرة شبحية نوع F35A.  وتخطط “إسرائيل” إلى امتلاك 75 طائرة F-35، وحصلت عل صفقة بقيمة 20 مليار دولار الشهر الماضي، تضم 50 طائرة F-15AX المحدّثة، مع كميات من الذخائر وقذائف المدفعية والدبابات.

تضمن الولايات المتحدة الأميركية تفوُّق “إسرائيل” على كل دول المنطقة، بما فيها الدول الصديقة لأمريكا، ورغم أن مصر حصلت على حوالي 200 طائرة F-16، لكن بحسب تقرير فروبس فإن هذه الطائرات تفتقر إلى صواريخ جو-جو البعيدة المدى من نوع AIM-120، ما يعني محدودية قدراتها في الدفاع الجوي، وهذا دفع البعض للقول إنها طائرات مدنية.
 
يصل مدى طائرات F-15 إلى 5550 كلم مع قدرة حمل كمية كبيرة من القنابل والصواريخ في 22 نقطة تعليق، لكن هذا الكم يبطئ من سرعتها، ويجعلها سهلة الاكتشاف من قبل الرادارات، في حين تعاني طائرات F-35 من قصر مدى الطيران الأقصى الذي يبلغ 2800 كلم، وضرورة إخفاء الأسلحة بداخلها، كي تحافظ على سمة الشبحية، وهي تملك 4 نقاط تعليق داخلية فقط و 6 نقاط خارجية. لكن تعليق الصواريخ والقنابل خارج جسم الطائرة، يزيد بصمتها الرادارية ويعرّضها للاكتشاف من قبل دفاعات العدو .
 
تملك إيران عدداً كبيراً من المنشآت النووية، تتوزع بين مناجم، ومراكز ابحاث، و مراكز تخصيب اليورانيوم  وأهمها؛ فوردو – نطنز – رامانده – ولشكر آباد – داروخين – اردكان .

وعدة مفاعلات نووية: أهمها مفاعل آراك يعمل بالماء الثقيل D2O2 ، و مفاعل بوشهر الذي يعمل بالماء الخفيف، و خوزستان مفاعل انصهار نووي. 

وفق تقارير استخباراتية فإن مراكز تخصيب اليورانيوم الإيرانية موجودة على عمق بين 80 و 100 متر تحت الأرض، وتتسع لأكثر من 50 ألف جهاز طرد مركزي، وباتت إيران تمتلك أجهزة حديثة من نوع IR-6، وعملت بعد انسحاب ترامب من الاتفاق النووي إلى تخصيب اليورانيوم بدرجة نقاء60% ، وحسب التقديرات فإنها باتت قادرة على الوصول بسهولة إلى تخصيب اليورانيوم بدرجة فوق 90% ، وهي النسبة اللازمة لصناعة قنبلة نووية.

كما أن المعلومات تؤكد على قدرة إيران صناعة أكثر من عشر رؤوس نووية سنوياً.

اعتمدت إيران على قوة ردع صاروخية في مواجهة “إسرائيل”، وطوّرت برنامجاً صاروخياً متقدماً جداً،  وباتت من بين الدول القليلة التي تملك صواريخ فرط صوتية. وكشفت في الأسبوع الماضي عن صاروخ جهاد البالستي الفرط صوتي ويصنّف من بين الأحدث في ترسانة إيران وجاء هذا الإعلان بمثابة رسالة ردع ل “إسرائيل” التي تهدد بتوجيه ضربة لإيران.

بعد سقوط عشرات الصواريخ الإيرانية داخل “إسرائيل”، وفشل منظومات الدفاع الجوي المتعددة من ؛ حتس، و باتريوت، و ثاد، ومقلاع داوود، وقبة حديدية، وغيرها في حماية القواعد والمدن “الإسرائيلية”، باتت “إسرائيل” ترى أن إيران تُشكّل خطراً حقيقياً على وجودها، خاصة إذا أصبحت إيران قوة نووية.

لا تستطيع “إسرائيل” أن تدمر البرنامج النووي الايراني، وأي ضربة “إسرائيلية” لمنشآت إيران النووية، ستدفع بإيران حتماً إلى السعي الجدي لامتلاك سلاح نووي.

ذهب وزير حرب الكيان إلى أمريكا للتنسيق معها حول موضوع الهجوم على إيران، لكن المعلومات المسرّبة تشير، إلى أن  بايدن نصح نتنياهو بعدم توجيه ضربة لإيران، لأن ذلك لن يفيد “إسرائيل” ولا أمريكا، وعلى العكس فهو قد يستدعي رداً إيرانيًا قاسياً، هذه المرة ويفتح الباب أمام احتمال توسّع رقعة النزاع لتشمل المنطقة برمتها.

لا يبدو أن نتنياهو يصغي كثيرًا لبايدن، وهو يسعى إلى تلميع صورته كبطل قومي في “إسرائيل”، ليعوّض عن إخفاقات عام كامل من القتال في غزة، دون تحقيق أي هدف، سوى عمليات القتل الممنهج للفلسطينيين.

طلب نتنياهو من غالنت عدم الذهاب إلى واشنطن، لأنه يعلم أن الأمريكيين غير موافقين على استهداف “إسرائيل” لمنشآت إيران النووية، ولا لمنشآتها النفطية.

والسؤال الذي يبقى اليوم مطروحاً، لتجيب عنه الأيام القليلة المقبلة ، هل يفعلها نتنياهو ويغامر بضرب إيران؟ أم أن الإدارة الأمريكية ستردع نتنياهو هذه المرة، كيلا تجد نفسها في خضم حرب كبرى في “الشرق الأوسط”، لا تستطيع إطفاء نارها، ولا حتى التحكم بمسارها، وضمان نتائجها ؟؟؟

الخبير في الشؤون العسكرية والقانون الدولي أكرم كمال سريوي