في حضرة سيد المقاومين والشهداء السيد / حسن نصر الله رضوان الله عليه … كما كنت تعدنا بالنصر دائماً نعدك بالنصر مجدداً.
إن أعظم وأسمى وأفضل وأشرف ما تعلّم شعب الإيمان والحكمة من سماحة الأمين العام لحزب الله هو الخطاب التاريخي الذي ألقاه في حرب تموز 2006م عندما تم استهداف البارجة الحربية العسكرية الإسرائيلية قائلاً (انظروا إليها كيف تحترق وستغرق)، واليوم وشعب الإيمان والحكمة في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس نصرةً لغزة طبقها بالحرف الواحد، ورددها مئات المرات (انظروا إلى سفنهم ومدمراتهم وبوارجهم وحاملات طائراتهم كيف تحترق وستغرق).
نصر الله اسم على مسمى، إذ تحقق على يديه (ولّى زمن الهزائم وأتى زمن الانتصارات)، بما جسده من القيم والأخلاق والمبادئ وتكريم الإنسان، وتوضيح الحقائق للناس، وتنويرهم للنهوض ضد الاستكبار والمستكبرين، وذلك بتمسكهُ بالمشروع الثوري النهضوي التحرري الذي لا يرجع إلا لله، وبهذا المشروع استطاع نصر الله توحيد كل الأحرار والشرفاء في الشرق الأوسط من مختلف الديانات والطوائف (مسلمين، مسيحيين، دروزاً، وأكراداً). وخاصة عندما استقدمت أمريكا وإسرائيل الحركات الإرهابية والتكفيرية داعش والقاعدة اللتين صنعتهما لتنفذ أجندتها في الشرق الأوسط، والتي كان من ضمن أهدافها التطهير العرقي للمسيحيين، وتفجير الكنائس الخاصة بهم. فقام الأمين العام لحزب الله بالحفاظ على المناطق المسيحية في الشرق الأوسط، وعلى أهلها، وشبابها، وأطفالها، وكنائسهم ومعالمهم، مؤكداً أن حزب الله ليس عدواً للمسيحيين، وحافظ على الدروز، وقدم النصح للأكراد وحذرهم من خطورة أمريكا. وقد حصل على احترام وتقدير كل الأحرار في الشرق الأوسط، هذا هو نصر الله.
نصر الله الاسم المناهض للمشروع الاستعماري لدول قوى الاستكبار العالمي المتمثل باللوبي الصهيوني اليهودي، ومن عمل على إفشال مؤامراتهم في إثارة الفتن الطائفية بين المسلمين، وفضح ثقافتهم الغربية التي تورث الذل والهوان والاستسلام من أجل السيطرة على الشعوب ونهب ثرواتهم، فوقف لهم نصر الله بالمرصاد اسماً بحجم أمة مجسداً طريق الأنبياء، وثورة روح الله الإمام الخميني قدس الله سره، قائداً وملهماً ومعلماً ومربياً ومدافعاً عن محرومي ومستضعفي العالم.
نصر الله الاسم الذي وحد أحرار العالم ضد الاستكبار وذلك باهتمامه بقضايا الأمة ومنها :

  1. مساعدة ومساندة المسلمين في البوسنة.
  2. دعم سورية في حربها ضد الإرهاب طوال 13عاماً ،فمنذُ بدايات الحرب كان سماحته يعلن موقفه الداعم، وقدم الحزب شهداءَ كراماً وعظاماً على تراب سورية، وخطب يوماً رداً على الضغوطات التي تعرض لها وقال (لو استدعي الأمر أن أذهب أنا حسن نصر الله للقتال في سورية فسأذهب).
  3. الوقوف مع مظلومية الشعب اليمني (إن لم يكن الشعب اليمني من العرب فمن هم العرب)، واعتَبرَ هذا الموقف أفضل وأعظم وأشرف موقف في حياته.
  4. دعم فصائل المقاومة في فلسطين وتوحيدها، وإعادة العلاقات بينها وبين سوريا، وتدريب مجاهدي المقاومة في جميع المجالات العسكرية وتصنيع الصواريخ، وتزويدهم بالأسلحة. وقد أثمرت جهود نصر الله في ذلك وأصبحت هناك قوة في غزة مثل قوة حزب الله، وبمساندة شعبية أذهلت العالم.
  5. كان له الدور البارز في تعزيز وتقوية دول المحور.
  6. طوفان الأقصى وجبهات الإسناد؛ يعود الفضل بعد الله إلى نصر الله في جبهات الإسناد حتى وقف الحرب وإنهاء الحصار على غزة. وجميع جبهات الإسناد مستمرة وفعالة ومؤثرة وأوجعت العدو الإسرائيلي، وخاصة جبهة إسناد لبنان لنصرة غزة. جبهة الجنوب الجبهة الأمامية المتقدمة وهي الأخطر على العدو، ولها الدور الأكبر في إفشال العدو في تحقيق أهدافه. واستمر نصر الله في نصرة القضية وفلسطين وغزة والأقصى والقدس، حتى ارتقى شهيداً على طريق القدس.
    نصر الله هو العائق الكبير أمام العدو الإسرائيلي وقوى دول الاستكبار العالمي في تنفيذ مشروعهم الاستعماري الإجرامي في الشرق الأوسط، لذلك أقدموا على اغتيال الأمين العام لحزب الله الشهيد السيد / حسن نصر الله رضوان الله عليه، من أجل تحقيق هدفهم الموهوم والمشؤوم في الشرق الأوسط، وهذا ما صرح به المجرم نتنياهو عن صناعته لشرق أوسط جديد. ونقول للمجرم نتنياهو أن السيد حسن نصر الله هزمكم وأرعبكم وأفشل مشروعكم حياً، وسوف يهزمكم ويرعبكم ويفشل مشروعكم شهيداً، وذلك لأن الروحية الجهادية التي حملها نصر الله قد بثها في كل المقاومين والمجاهدين والأحرار في العالم، وحملها ملايين الأحرار، والأيام والليالي والميدان بيننا. وإن دماء هذا المجاهد والقائد الرباني ستنهي الكيان الإجرامي الموقت، وستجرف كل عملائه إلى مزبلة التاريخ، وموعدنا 7 أكتوبر .

عدنان عبد الله الجنيد – اليمن