🔴بيان صادر عن المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين

بمناسبة الذكرى الأولى لمعركة طوفان الأقصى

معركة طوفان الأقصى نقطة تَحوّل استراتيجية في نضالنا والمقاومة لن تنكسر

في الذكرى السنوية الأولى لملحمة عبور السابع من أكتوبر( معركة طوفان الأقصى) نستذكر بفخر وإجلال هذا الحدث الاستثنائي في مسيرة نضال شعبنا الفلسطيني، حيث جسدت تلك اللحظة إرادة المقاومة الصلبة في مواجهة الاحتلال الغاشم؛ فهذه المعركة كانت بمثابة تحوّل استراتيجي في مجرى الصراع، كاشفة عن ضعف العدو وهشاشته وعن تصدّع منظومة ردعه العسكرية، مما عمّق أزماته الداخلية.

تمكن مئات من مقاتلي المقاومة في هذا اليوم المجيد من العام الماضي من إلحاق هزيمة نكراء بفرقة غزة، واستطاعوا خلال ساعات السيطرة على أجزاء واسعة من أراضينا المحتلة، والعودة بمئات الأسرى من الجنود والضباط.

وفي مواجهة العدوان الصهيوني الشامل على مدار العام المنصرم، تمكنت المقاومة من تنفيذ عمليات نوعية شلت قدرة العدو العسكرية وأربكت قيادته، التي توهمت بأنها قادرة على القضاء على المقاومة في غضون أسابيع قليلة، وقد تكبّد الاحتلال خلال المناورات البرية خسائر فادحة في الأرواح والآليات، رغم اتباعه سياسة الأرض المحروقة، واستمرت المقاومة بقصف المدن والمستوطنات الإسرائيلية بالصواريخ، ضاربة العمق الصهيوني.

تجلّت وحدة الساحات بين فصائل محور المقاومة، من فلسطين ولبنان واليمن والعراق، بمشاركة فعالة من الجمهورية الإسلامية الإيرانية، التي ساهمت في استنزاف العدو وتطوير معادلة الردع باستخدام الصواريخ والطائرات المسيرة لضرب العمق الصهيوني، مما عزز حضور المقاومة على الساحة الإقليمية.

على الصعيد السياسي والدولي، وجد الكيان الصهيوني نفسه في عزلة غير مسبوقة، مع تصاعد موجات الاحتجاجات العالمية ضد جرائمه الوحشية، فيما أصدرت محكمة العدل الدولية قرارات تدين جرائم الاحتلال، برغم القيود التي تعوق عمل تلك المحاكم بفعل ضغوطات الإدارة الأمريكية، كما تصاعدت الضغوط الدولية على الكيان في المحافل الدولية، وعلا الصوت الفلسطيني في مواجهة الأكاذيب الصهيونية، مما أدى إلى احتجاجات عالمية غير مسبوقة، خاصة في الجامعات حول العالم.

قدّم شعبنا ومقاومتنا تضحيات جسيمة على مدار عام تجاوزت مئات الألوف من الشهداء والمصابين والمفقودين والأسرى، حيث توسع الصراع من قطاع غزة إلى الضفة ثم إلى لبنان.

وارتقى في هذه المعركة قادة كبار، في مقدمتهم الشهيد القائد سيد الشهداء حسن نصرالله، والقائد الرمز إسماعيل هنية، والقائد صالح العاروري، وكوكبة طويلة من قادة وكوادر الجبهة الشعبية وعلى رأسهم الرفيق نضال عبد العال(محمد)، عضو المكتب السياسي ومسؤول الدائرة الأمنية والعسكرية.

شهدت غزة والضفة تدميراً واسعاً للبنية التحتية بفعل القصف الصهيوني الوحشي وغير المسبوق في أي صراع أو حروب سابقة، مما أدى إلى معاناة مئات الآلاف من المهجرين قسراً، بالإضافة إلى ارتكاب الاحتلال لجرائم وحشية غير مسبوقة بحق المدنيين، من قصف المشافي والمدارس إلى تدمير المرافق الحيوية ومنع وصول المساعدات الإنسانية، فضلاً عن استهداف الصحفيين في مسعاه للإبادة والتهجير.

ورغم محاولات العدو لتهجير أهلنا في غزة والضفة، إلا أن صمود الشعب والمقاومة أفشل هذه المخططات، ولم يستطع العدو تحقيق أهدافه في القضاء على المقاومة أو استعادة الأسرى.

كما تمكنت المقاومة من تعويض خسائرها القيادية، والسيطرة على زمام المعركة، في حين أثبتت الضفة الغربية أنها عنصر رئيسي في معادلة الصراع بتصاعد المقاومة المسلحة فيها.

🔻وعليه، يؤكد المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في هذه المناسبة على النقاط التالية:

1.معركة طوفان الأقصى شكّلت نقطة تحول استراتيجية في تاريخ المقاومة الفلسطينية، وستظل دروسها وعبرها تدرس في الأكاديميات العسكرية، سواء في التخطيط أو التنفيذ.

2.فشل العدو في تحقيق أهدافه المعلنة، وأبرزها القضاء على المقاومة واستعادة الأسرى، واستمر في حالة تخبط وهزيمة في غزة والضفة ولبنان.

3.أثبتت المقاومة قدرتها على الصمود، وتمكنت من تعويض قياداتها وتعزيز قدراتها الدفاعية والهجومية.

4.تواصل المقاومة تمسكها بمطالبها الأساسية: الانسحاب الكامل من غزة، وقف العدوان، عودة النازحين، إعادة الإعمار، ورفع الحصار بشكل كامل.

5.التأكيد على ضرورة استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية، وصياغة استراتيجية مقاومة شاملة لمواجهة التحديات الكبيرة التي يفرضها الاحتلال.

6.تصاعد المقاومة المسلحة في الضفة الغربية يشكل خياراً استراتيجياً لفصائل المقاومة، ويعد عنصراً أساسياً في معادلة الصراع.

7.الجماهير العربية مطالبة بتولي زمام المبادرة لمواجهة سياسات الأنظمة الرجعية، ووقف التطبيع، والخروج إلى الشوارع دعماً لفلسطين والمقاومة.

8.تصاعد التحركات الجماهيرية العالمية يجب أن يستمر بقوة أكبر، لفضح جرائم الاحتلال وإدانة الدعم الغربي والأمريكي للعدوان الإسرائيلي.

في الختام، نؤكد، باسم فصائل ومحور المقاومة، عهدنا لشعبنا وأمتنا ولأحرار العالم، بأن المقاومة ستظل مشتعلة ولن تنطفئ حتى دحر العدوان وتحرير فلسطين. إن النصر حتمي طالما بقيت إرادة شعبنا صلبة وعزيمته لا تلين.

المجد للشهداء، الحرية للأسرى، والنصر قادم لا محالة.

الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
المكتب السياسي
السابع من أكتوبر/تشرين أول – 2024