تلقّيتُ خبرَ رحيلِكَ، وأنا على هواءِ فضائيّةِ “العالم”، أبداً لم يفاجئْني الخَبَرُ، فقد كنتُ قد حَسمتُهُ قبل أيّامٍ من هذا التوقيتِ، حينَ كانَ كلُّ شيءٍ حولكَ يصرخُ: بأنَّ موعدَ رحيلِكَ حَانَ، كما حانَ موعدُ رحيلِ رفاقٍ آخرين لكَ، وكانوا يتساقطونَ، واحداً واحداً!!..
أبداً لن أرثيكَ!!..
وأبداً لن أبكيكَ!!..
فمثلُكَ لم يمتْ، ومثلُكَ لم يترجّل، ولو أنَّ فجيعةَ دمِكَ سُفحَتْ في وجوهِنا جميعاً، وأصابعَكَ وعمامتَكَ توازعها المفجوعونَ والشّامتونَ وا.لقتلةُ، وجميعُ من باعَ صُراخَ دمِكَ!!..
أيًها السيّدُ..
يا “حُسَيْنَنَا”!!..
يا “حبيبَنا”..
يا ابنَ فاطمةَ..
خذْ كأسَ ماءِ عَطَشِكَ فوقَ راحتيْها، واهنأ بقيلولةٍ في حِجْرِ جدِّكِ، واقْصُصْ عليهِ مجدَ مَسْراكَ، حتّى نغلقَ بابَ “كر.بلائِنا”، ونصلَ إليك!!..
الرفيق خالد العبود