.
كان من الطبيعي ان تكون هذه الجملة كخاتمة لهذا النص لكني آثرت ان اكتبها في بدايته : نحن نؤمن بالله وبقضيتنا العادلة ، وكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة .
استهل نتنياهو خطابه في الكونغرس الأميركي بالقول ان ما يحصل ليس صراعاً بين الحضارات ، انه الصراع بين الحضارة والبربرية ، واستعاد السردية نفسها حول محور الشر الذي تقوده ايران هو المسؤول عن الإرهاب والفوضى في منطقة الشرق الأوسط ، ويعلنها بشكل واضح ان معركة ايران ستكون مع اميركا .
الرد الطبيعي عليه قبل ان استعرض ما قاله : علينا الإستعداد لخوض المعركة الأهم وهي معركة الوعي ، فنحن نؤلم هذا النتن في الميدان ولكنه لا يزال مدعوما من عتاة الغرب .
مع كل جملة نطقها يصفق الحاضرون مع الوقوف ، هذا ما أراده نتنياهو تقديم استعراض وجداني للتذكير بالمحرقة واستعادة وهج التضامن مع المذبوحين اليهود .
لم يقل الكثير مما قاله على مدى الأشهر العشرة الفائتة ، سوى انه جاء بمجموعة من العسكريين والأسرى المحررين ، تكلم عن بطولاتهم .
لم ينس نتنياهو الذم والتحقير في الذين يتظاهرون ضد الكيان الإسرائيلي .
لم ينس مهاجمة محكمة العدل الدولية .
لم ينس حزب الله ووصفه بانه الخطر الأول .
لم ينس التذكير بأن الكيان هو ارض إبراهيم واسحاق ويعقوب .
عدا ذلك كل ما قاله وسيقوله لن يغير في الوقائع شيئاً ولا يمكنه منع التحولات القادمة ولا يمكنه الوقوف في وجه فلسفة التاريخ ان قصر الزمن او طال .
هو قال بوضوح للاميركيين في الكونغرس : اعطونا أسلحة افضل لنعجل في الانتصار واعتبره حقا له يجب ان يحصل عليه .
باختصار واختصار شديد :
من المؤكد ان المعركة طويلة فهناك غالبية ساحقة رسمية وشعبية في الغرب الجماعي لا تزال تقف الى جانب السردية الإسرائيلية .


د عمر معربوني-لبنان

خبير عسكري – خريج الأكاديمية العسكرية السوفياتية.