تعتبر سوريا النواة الحقيقية للأمة الإسلامية والعربية في مناهضة المشروع الاستعماري لدول قوى الاستكبار العالمي في المنطقة ، ولها بصمة وجود في أغلب الثورات العربية في طرد الاحتلال الأجنبي والاستعمار من اجل نيل الحرية والسيادة ومن هذه الثورات الثورة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي، والثورة اليمنية ضد الاستعمار البريطاني، وغيرها من الثورات.
وكان للجيش العربي السوري دوراً بارزاً في مواجهة العدو الإسرائيلي في لبنان ومصر وغيرها .
وكان الفضل بعد الله إلى سوريا في نشر وتأصيل الفكر المقاوم والحر حيث انتشر المقاومين السوريين في أصقاع المجتمعات العربية لنشر الوعي المقاوم منهم الشهيد الشيخ / عز الدين القسام رضوان الله عليه الذي قاد ثورة فلسطينية، وسميت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري للمقاومة الإسلامية حماس بهذا الأسم نسبتاً اليه، وفتحت أبوابها لعشرة الآلاف من الفلسطينيين الذين شرتهم نكبة 1948م.
سوريا هي المنشئ والحاضنة للمقاومات الإسلامية العربية ضد العدو الإسرائيلي، المقاومة الفلسطينية أنطلقت من قلب سوريا منذُ عام 1965م، الحاضنة للمقاومة اللبنانية ، وفتحت أبوابها للآلاف اللبنانيين في حرب تموز 2006م، وزودت حزب الله بأنواع الأسلحة.
سوريا فتحت المكاتب لحركات المقاومة منها حركة حماس واعطت لمجاهدين الحركات المقاومة أمتيازات خاصة ، وفتحت الكليات العسكرية لكل الأحرار والشرفاء من أبناء الوطن العربي ، وتزويد المقاومين بالخبرات العسكرية والتدريب والتسليح إلى جانب المشورة السياسية ،والذي أنتهى إلى تعزيز الأدوار وتشكيل محور المقاومة في مناهضة المشروع الاستعماري لدول قوى الاستكبار العالمي المتمثل باللوبي اليهودي الصهيوني.
استمرت سوريا في هذا المهام والدور الذي ميزها عن غيرها ، وأيضاً وصولها إلى الأكفاء الذاتي وإقامة تجارة بينية بين الدول العربية وأنشأ مراكز ابحاث ، وهذا الذي لم تتحمله دول قوى الاستكبار العالمي واصبحت قلقه من أنجازات سوريا في احتضان المقاومة ودعمها ، فخطط للقضاء على سورياً ، تزامناً مع التغيير في الواقع العربي الذي جاء به 2011م والذي أطلعت عليه باسم الربيع العربي فرسمت الخطة لإسقاط سوريا وجلبت الحركات التكفيرية والإرهابية من اصقاع العالم للقتال في سوريا ، واصدار علماء الجور والسوء الفتاوي التي نراها اليوم غائبة في فلسطين ولم نسمع فتاوي جهادية ، واصدار البيانات من أمريكا وحلفائها والتي لم نشوفها اليوم تضامناً مع الشعب الفلسطيني، ودعم الإرهابيين مالياً ولوجستياً وإنزال لهم الأسلحة عبر الجو ، ومعالجة جرحاهم في مستشفيات صهيونية وذلك من إجل تدمير سوريا في جميع المجلات ولم تكتفي بهذا طوال 14عاماً ، بل أقدمت على محاصرة سوريا دولياً ، وأصدرت قانون قيصر والذي وصفوا بأنه حماية للمدنيين في سوريا ، واتضح كذبهم وزيفهم عندما وقعت كارثة الزلزال على سوريا عام 2023م اتضح أن قانون قيصر هو من قتل المدنيين ولم يحميهم. ونتيجة إلى العمق الثقافي لسوريا قيادتاً وشعباً، وصمود جيشها الذي قلب الطاولة على دول قوى الاستكبار العالمي ،( وَلَا يَحِيقُ الْـمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ)،وذلك بإعادة العلاقة بين النظام السوري وحركة المقاومة الإسلامية حماس ومن ثمارها تولدت معركة طوفان الأقصى، والقادم أعظم وانتظروا المفاجآت.

عدنان عبدالله الجنيد – اليمن