حميت مراجل في الصدور فغليت الدماء وفارت لكن لا لتطفئ النار الموقدة، فالدم الفائر فاق الزيت في تأجيجه أصغرَ شعلة لتثير بركاناً، وفي أسبوع الوحدة الإسلامية لتعيد وحياً ربانياً بلسان عربي مبين وكأن عنوان المرحلة نبذ التخلف لا الاختلاف وجعل المرجعية الخاصة لكل جماعة، بركاناً في وجه كيان جمع شتاته عالمٌ من أصحاب العيون الزرقاء، لكنهم عجزوا  أن يجدوا بين جماعاته أي صلة غير المصلحة الغريزية والمال، فما إن دوت صافرات هنا حتى ترتبك هناك، فاشتعلت فرقتهم بعد سماع دوي الرصاص، فعاثوا في الديار خراباً.

استيقظت الأمة في الأمس على حدث كان بطله فارس نشمي كسر بدمه قيداً وُضع ليلجم الشرفاء (ماهر ذياب الجازي الحويطي) وكأن الاسم منزلاً بكتاب وكأنه قد تم إعداده منذ الجد السابع، ماهر وهو رامٍ ماهر، ابن ذياب لتجتمع المهارة بالشجاعة، ابن الجازي ليجزي العدو وأعوانه عظيم الجزاء، الحويطي الذي أشعل محيطه ليجند بفعله فرساناً على غراره.

فبعد ما قارب على العام على حرب شعواء تخطت معاني الإجرام نجد ساحاتنا ودماءنا تتوحد، وفي المقابل ساحات الأعداء تتمزق ودماؤهم تتجمد، هذه بركات الطوفان وعلاماتها أصالة الأزلام، فسلام على روح الشهيد سلام وعلى من سار على دربه ورفض الخضوع والاستسلام. 

صلاح الدين حلس – الكويت